ماذا يجب على المرأة إذا رأت دم الحيض أثناء الصيام في رمضان؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتانيي  

السؤال

هل يشترط التلفظ بالنية في كل يوم من أيام رمضان؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛

أختي السائلة؛

إذا رأت المرأة دم الحيض أثناء صيامها في رمضان فسد صومها، ولو رأت الدم قبل غروب الشمس بلحظة، وتفطر ولا تتشبه بالصائمين، ولاتصوم ولا تصلي فترة حيضها، وتقضي أيام صومها بعد رمضان.

 فقد ورد عن السيدة عائشة – رضي الله عنها –  قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ» [صحيح مسلم] أي: كان يصيب النساء الحيض في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان يأمرهن بقضاء صوم رمضان لأنه لا يصح الصيام في حالة الحيض، ولايتكرر إلا مرة واحدة في السنة فلا حرج في القضاء، ولايأمرهن بقضاء الصلاة لما في ذلك حرج على المرأة بكثرة الفوائت، وهذا من باب التيسير في التشريع الإسلامي.

وقد أجمع العلماء على أن الحائض لا يجب عليها الصلاة ولا الصوم في الحال. [ ينظر:عمدة القاري]

فالحيض من موانع الصيام، فلو وجدت الصائمة الحيض في رمضان في جزء من النهار بطل صوم ذلك اليوم سواء في أول النهار أو في آخره، ولاتمسك عن يومها بل تفطر، ولا تتشبه بالصائمين، لأن الصوم عليها حرام، والتشبه بالحرام حرام. [ ينظر: البناية]

وهذا التشريع الإسلامي فيه نظر واهتمام بالغ بصحة المرأة حيث تفقد المراة أثناء حيضها مادة الحديد، ولا يعوضه إلا الغذاء، وتشعر بالاضطراب جسدياً ونفسياً، فجاء التشريع بفساد صومها حتى لا تتحول عبادة الصوم إلى ضرر عليها، بل جاء رحمة لها وتيسيراً، حتى تعتني بصحتها التي هي أمانة، ووجب على المرأة الحفاظ عليها، وبعد أن تنتهي مدة حيضها تقضي أيامها في الفترات التي تستطيع فيها الصيام.

 والله أعلم وهو ولي التوفيق.

 – صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، (1374هـ – 1955م) 265/1  ر:335
 – عمدة القاري شرح صحيح البخاري، محمود بن أحمد، المشهور ببدر الدين العينى، مطبعة المنيرية، مصورة:(دار إحياء التراث العربي، ودارالفكر) ، بيروت – لبنان. 301/3
– البناية شرح الهداية، محمود بن احمد، المعروف ببدر الدين العيني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، (1420هـ -2000م)  100/4

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه