كيف نحصل على الخشوع في الصلاة؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف نحصل على الخشوع في الصلاة؟


الجواب

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:

      إذا رغب العبد بتحصيل الخشوع في الصلاة فعليه تحقيق أمور مادية وأمور معنوية.

الأمور المادية فهي:

  1. التأكد من توفر شروط الصلاة كالطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، وستر العورة، وطهارة الثوب والمكان…
  2. الصلاة في المسجد مع الجماعة؛ فصلاة الجماعة لها أسرارها وفضائلها.

  3. الاستعداد للصلاة بالحضور للمسجد قبل إقامة الصلاة، وأداء صلاة السنة فهي بمثابة الاستعداد لصلاة الفريضة بتفريغ القلب من الشواغل، فمن ترك عمله الدنيوي واتجه للصلاة بعد دخول الإمام فيها، أو أتى للصلاة مهرولاً مشغولاً بإدراك الإمام يخفق قلبه من سرعة المشي أنى له أن يحقق الخشوع.

  4. أداء الصلاة بهدوء وطمأنينة فالمصطفى صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة التي تشبه حركات الحيوانات بسرعتها كنقر الغراب والديك فقال: “تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعاً لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً” [1]

أما الأمور المعنوية فهي:

  1. النية الخالصة لله تعالى، وأن يستحضر العبد أنه يقف بين يدي ربه سبحانه المطّلع على سره وعلانيته، وأن الله تعالى تفضَّل على عبده حين قَبِلَهُ ودعاه ليقف بين يديه في محراب العبودية يناجيه ويتبتل إليه، فالملك لا يختار لهذا المقام إلا من يحبه ويصطفيه.

  2. تدبر القرآن والتفاعل معه، فإذا مر بآية فيها عذاب أو ذِكرٌ للنار خاف ووجل من هذا العذاب وسأل الله تعالى أن يعيذه منه، وإذا مر بآية فيها رحمة وذكرٌ للجنة استبشر وفرح وسأل الله أن يكون من أهلها.


    وأخيراً: 
  • ليست الصلاة مجرد تسديد خانة بل هي صلة بين العبد والربّ، والموفق والسعيد من أكرمه الله بالصلاة الخاشعة…
  • رحم الله ابن عطاء الله السكندري إذ يقول في حكمه: كيف يشرق قلبٌ صورُ الأكوانِ منطبعةٌ في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ أنس لموسى، وراجعها الشيخ فراز رباني.


الشيخ أنس الموسى عالم إسلامي من مواليد سورية حماة 1974م. حاز على إجازة في الحديث الشريف من جامعة الأزهر، وماجستير من جامعة يلوا في نفس التخصص، فضلاً عن أنه مجاز في الهندسة من جامعة دمشق. تتلمذ على أكابر علماء الشام ومشايخها: كالشيخ بكري الطرابيشي، والشيخ أديب الكلاس، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، وغيرهم…
لديه خبرة واسعة في تطوير التدريس والمناهج في المعاهد الإسلامية في سورية وتركية وغيرهما…
يقوم بالإقراء بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ومدرس لمختلف العلوم الشرعية في كثير من المعاهد الشرعية، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركية.


[1] صحيح مسلم (195).