كيف أصنع إن لم أصلي الوتر ؟ (حنفي)

 يجيب عن السؤال الشيخ باسم عيتاني

السؤال

كيف أصنع إن لم أصلي الوتر ؟ (حنفي)

الجواب

أخي السائل:

تعتبر صلاة الوتر واجبة في قول الإمام أبي حنيفة – رحمه الله تعالى- ، وسنة مؤكدة عند الصاحبين أبي يوسف ومحمد بن حسن الشيباني –رحمهما الله تعالى-، والمعتمدُ في المذهب وجوبُها، فلو فاتتك صلاة الوتر عليك أن تقضيها وجوباً في أوقات غير مكروهة، وكلما سارعت في قضائها كلما كان أفضل، ومن تركها عمداً حتى فاتته يأثم، وعليه التوبة وقضاؤها.

استدل الإمام أبوحنيفة لوجوب صلاة الوتر بأحاديث كثيرة، نذكر حديثاً واحداً صريحاً بالوجوب، وهو قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :

“الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ” [سنن أبي داود]

فكلمة “حق” في الحديث بمعنى ثابت، وكلمة “على” تدل على الإيجاب، فيكون المعنى: الوتر ثابت وجوباً على كل مسلم. والجواب عن التخيير بين الخمس ركعات، والثلاث، والواحدة، فكان قبل استقرار الركعات الثلاث، وبَحْثُ ذلك يرجع إلى الأدلة الثابتة عند الفقهاء. [ينظر: العيني،شرح سنن أبي داود]

وكيفية صلاة الوتر عند الحنفية سواء كانت أداءً أو قضاءً: هي ثلاث ركعات لا يفصل بينهن بسلام، بل يتشهد عند الثانية ولا يسلم، ويتشهد عند الثالثة ويسلم. ويقرأ في الركعة الأولى الفاتحة والأعلى، وفي الثانية الفاتحة والكافرون، وفي الثالثة الفاتحة والإخلاص، ثم عندما ينتهي من القراءة في الركعة الثالثة يكبر وهو قائم، ويدعو بدعاء القنوت:

“اللهم إنّا نستعينُك ونَستهديك ونستغفرُك ونُثني عليك الخيرَ كلَّه، نشكرُك ولا نكفرُك، ونخلعُ ونتركُ من يَفجُرُك، اللهم إيّاك نعبد، ولك نُصلي ونسجدُ، وإليك نسعى ونَحفِد، نرجو رحمتَك ونخشى عذابَك، إنّ عذابَك الجِدَّ بالكفارِ مُلْحِق”

ثم يركع ويتم صلاته، وهذه الصورة المختارة في المذهب في صلاة الوتر.

 

الخلاصة: الوتر واجب، والواجب في المذهب الحنفي هو مرتبة بين الفرض والسنة، وهوما ثبت فعله بطريق ظني، ولايجوز تركه، ووقت الوتر أداء يبدأ من وقت العشاء إلى طلوع الفجر، ويصلى الوتر بعد صلاة العشاء، فمن فاته الوتر يصليه قضاء.

 

 

 

1- سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت

62/2، ر:1422

2- العيني، محمود بن أحمد، شرح سنن أبي داود، مكتبة الرشد، الرياض، ط1،(١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م ) 332/5