بدأت دورتي ليلاً (بعد الساعة 9 مساءً) فهل يعتبر هذا أول يوم من أيام الدورة الشهرية؟

يجيب عن السؤال  الشيخ  محمد فايز عوض

السؤال

بدأت دورتي ليلاً (بعد الساعة 9 مساءً) فهل يعتبر هذا أول يوم من أيام الدورة الشهرية؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

الدورة الشهرية (الحيض) دم طبيعي يصيب المرأة في أيام معلومة إذا بلغت، وصفة هذا الدم أنه أسود غليظ محتدم ذو رائحة كريهة، وهو نجس،

قال الله تعالى: )وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ( [البقرة:222].

ويحرم على الحائض أمور منها: الصلاة، والصوم، ولمس المصحف، والطواف، ولا يطؤها زوجها حتى تطهر. وعليها قضاء الصيام ولا تقضي الصلاة،

إذا رأت المرأة الدم حَرُمَ عليها الصلاة والصيام ولو كان دماً يسيراً، ولكنها تنظر بعد ذلك:

إذا انقطع مباشرة – بأن صار المكان جافاً أو نقياً – ولم يرجع تبين لها أنه ليس دم حيض؛ لأن أقل الحيض يوم وليلة، فيجب عليها قضاء ما فاتها من صلاة وصيام ظناً منها أنها حائض.

أما إذا رجع الدم، وكان مجموع أوقات عودة الدم تبلغ أربعاً وعشرين ساعة، ولو في أيام متعددة (إذا لم تبلغ خمسة عشر يوماً)، تأكدت أن جميع تلك الأيام من دورة الحيض؛ بما فيها أيام الانقطاع المتخللة بين الدماء، فتمسك عن الصلاة والصيام بعد ذلك حتى تطهر، ويتبين أيضا بطلان صومها وصلاتها خلال أيام الانقطاع، وتقضي الصوم بعد انقضاء الحيض ولا تقضي الصلاة.

يقول الإمام الرملي رحمه الله: (متى رأت دماً متقطعاً ينقص كل منه عن يوم وليلة، غير أنه إذا جمع بلغ يوماً وليلة على الاتصال كان كافياً في حصول أقل الحيض)([1])

ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: (وأقله) زمناً (يوم وليلة) أي قدرهما متصلاً، وهو أربع وعشرون ساعة، وإن لم تتلفق إلا من أربعة عشر يوماً مثلا بناء على قول السحب الآتي آخر الباب وسيأتي ثم ما يعلم منه أن المراد بالاتصال أن يكون نحو القطنة بحيث لو أدخل تلوث، وإن لم يخرج الدم إلى ما يجب غسله في الاستنجاء”([2])

وجاء في بشرى الكريم من كتب الشافعية: (وأقل) زمن (الحيض) – تقطع أو اتصل – أربع وعشرون ساعة”([3])
فتلخص لدينا أن الدورة الشهرية تعتبر بدايتها من حين رؤية الدم ،  ثم إن استمر الدم ليوم وليلة فهو دم حيض ، و يمكن للحيض أن يستمر خمسة عشر يوما ،  و مازاد عن ذلك فهو دم استجاضة لا يمنع من صحة الصلاة و نحوها مما حرم بالحيض ،  والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

([1]) نهاية المحتاج  (1/ 325)

([2]) تحفة المحتاج (1/ 385)

([3]) بشرى الكريم (ص162)

[الشيخ] محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.