ما حكم السباحة للنساء؟
يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى
السؤال
ما حكم السباحة للنساء؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يجوز للمرأة المسلمة السباحة بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية لذلك، وهي:
– تحقق عدم اختلاط الرجال بالنساء أو الخلوة بهن، ويفضّل أن تكون هناك أماكن خاصة لسباحة النساء، بحيث لا يطلع عليهن الرجال أثناء ذلك. قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، إِلَّا مَحْرَمٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ “. (1)
– ارتداء المرأة للباس الشرعي الساتر للعورة؛ والذي لا يكون ضيقاً يُظهر تفاصيل الجسم، ولا صفيقاً يشفُّ ما تحته من البشرة.
– التيقن من أن المكان الذي تسبح فيه النساء، آمن من اطلاع الرجال على عورات النساء بشكل مباشر أو من خلال كمرات مخفية…
– يفضل إلاّ تبدّل المرأة ثيابها في الأماكن العامة، غير المستأجرة، أو المملوكة للزوج، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا “. (2)
وأخيراً: إن قولنا: أن يكون لباس المرأة ساتراً لعورتها أثناء السباحة، لا يقتصر على سباحتها في الأماكن التي يمكن أن يراها فيه الرجال فحسب، بل يجب تحقق ذلك أمام النساء أيضاً، فللمرأة عورة لا يجوز أن تطلع عليها النساء أيضاً، وهي من السرة إلى الركبة. كما أن قولنا: بجواز سباحة المرأة بالضوابط السابقة لا يعني جواز أن تخرج المرأة المتزوجة من بيتها للمسبح دون إذن زوجها، فالمفاسد المترتبة على هذه المخالفة الشرعية أكبر من أن تعد أو تحصى. وأختم بقول الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ … ﴾ [النور: 31] والله تعالى أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(1): مسند أحمد (15669).
(2): مسند أحمد (24140).
الشيخ أنس الموسى
هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م
تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.
قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.
حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة، على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.
درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.
إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.
مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.
حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.
أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.