هل يجوز استنشاق غاز الضحك؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب
السؤال
هل يجوز استنشاق غاز الضحك؟
الجواب
أما بعد؛ فإن هذا السؤال له تعلق طبي إضافة إلى التعلق الشرعي، وكلام الأطباء يتخذه الفقهاء قرينة في إصدار الحكم الشرعي، ولكل حالة حكمها.
والجواب عن هذا السؤال:
بعد البحث والسؤال عن غاز الضحك، علمنا أنه يعرف طبياً باسم أكسيد النتروجين، وأن استعماله محدود في المجال الطبي، لأنه يعتبر مخدراً موضعياً قصير الأجل، وأكثر ما يستخدم في عيادات الأسنان.
وعلى هذا، فإنه بموجب الوصف السابق:
فيعتبر غاز الضحك غازاً مخدراً، فيحرم استعماله في غير ضرورة طبية، كما هو الحال في البنج وغيره مما يستعمل لتخفيف الألام أثناء العمليات الجراحية.
يفترض أن هذا الغاز وأشباهه من المواد الطبية لا تتوافر إلا في المستشفيات ولا يصرف إلا في نطاق ضيق بوصفة طبية، ولكن في حال انتشاره وخروجه عن السيطرة فيجب على المسلمين أن يحذروا استعماله، وأن يقوموا بتوعية الشباب وتحذيرهم من مخاطره. لأنه يدخل في حكم المسكرات والمخدرات، وهي من المحرمات على المسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أسكر كثيره فقليله حرام”(1).
هذا، ونسأل الله تعالى أن يحفظنا وأولادنا وشباب المسلمين من هذه الأمور الخطيرة التي قد يتساهل فيها بعض الناس، ثم يقعون فريسة الحرام، وتتلقفهم شباك المتربصين المفسدين في الأرض، والله الموفق والهادي سواء السبيل.
الهوامش:
1- السجستاني، سنن أبي داود: 3/ 327، حديث 3681؛
2- الترمذي، سنن الترمذي: 3/ 356، حديث 1865؛
3- النسائي، سنن النسائي المجتبى: 8/ 300، حديث 5607؛
4- القزويني، سنن ابن ماجه: 2/ 1124، حديث 3392؛
5- الشيباني، مسند أحمد: 9/ 464، حديث 5648.
[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب
هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م
نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)
تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة
وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول
من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي، بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)