هل أحفظ القرآن الكريم أم أتعلم الفقه؟
يجيب عن السؤال الشيخ د. عبد الرحمن الخرسة
السؤال
الجواب
تعلم الفقه منه فرض عين لا يجوز تركه بحال، وهو معرفة أمور العقائد وأحكام العبادات العينية كالصلاة وأحكام المعاملات إن أراد الإقدام عليها كالنكاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العَلمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [1]
أي: ومسلمة. وكذلك حفظ القرآن الكريم منه فرض عين لا يسع المكلَّف تركه، وهو حفظ ما تصحُّ به الصلاة.
فإذا قام المكلف بفرض العين في كلا الأمرين الفقه والقرآن ووجد وقتاً بعد ذلك؛ فإن انشغاله وتركيزه على تعلم الفقه والتبحّر فيه أولى من حفظ بقية القرآن، وذلك لأن حاجة الناس إلى معرفة الحلال والحرام في دين الله تعالى ـ وخاصة في هذا الزمان ـ أشدُّ من حاجتهم لتعلم القرآن.
قال في فتاوى الحجة: “اعلم أن حفظ القرآن مقدار ما تجوز به الصَّلاة فرض عين على المسلمين، وحفظ فاتحة الكتاب وسورة واجب على كل مسلم، وحفظ جميع القرآن على سبيل الكفاية على الأمة. وقال في الكبرى: وتعلم الفقه أولى من تعلم جميع القرآن لأنه فرض كفاية وتعلم ما لا بدَّ منه فرض عين” [2].