ما هي الفوارق الأساسية بين أهل السنة والشيعة الإمامية؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

ما هي الفوارق الأساسية بين أهل السنة والشيعة الإمامية؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛

أخي السائل المحترم؛

نعم هناك فوارق بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الإمامية، وأركز لك على ثلاثة فوارق بينهما، ومما لا بد أن تعلمه أن أهل السنة والجماعة هم الذين ساروا على نهج النبي – صلى الله عليه وسلم – ونهج السلف الصالح، وتتمثل بخطي الماتريدية والأشاعرة، ويُعتبَرون السواد الأعظم للأمة الإسلامية، أي: الأغلبية العظمى من المسلمين، وأما الشيعة الإمامية أو الشيعة الاثني عشرية وهي نسبة إلى اعتقادها بإمامة اثني عشر إماماً من آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – أو  تسمى بالجعفرية نسبة إلى تبعية مذهبهم في الفقه للإمام جعفر الصادق – رضي الله عنه -، ويتركزون في إيران والعراق ولبنان وينتشرون في عدة بلدان أخرى.

 من الفوارق بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الإمامية :

1- الفارق الأول في الخلافة بعد وفاة رسول الله ﷺ:

– أهل السنة والجماعة تعتبر بأن الخلافة بعد وفاة الرسول ﷺ شورى بين المسلمين، وأن الخلافة من فروض الكفاية العملية لإدارة شؤون المسلمين، وثبتت الخلافة لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – بعد خلاف بين المهاجرين والأنصار، ثم ثبتت لعمربن الخطاب، ثم لعثمان بن عفان  ثم لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم -، ولايعتبرون الخلافة من أركان الإيمان ولا من شروطه. [ ينظر: شرح العقائد النسفية]

– الشيعة الإمامية تعتقد بأن الإمامة بعد وفاة الرسول ﷺ  لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وقد عيّنه الرسول ﷺ في حال حياته بالنص ذاتاً ووصفاً. واعتبروا الإيمان بالإمامة ركناً من أركان الإيمان.

ومنشأ الخلاف حديث الرسول ﷺ لما خطب بالصحابة – رضي الله عنهم – في وادي خُمّ : فَقَالَ: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَوْ أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ، أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: “فَمَن ْكُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ” [ مسند أحمد]

فأهل السنة والجماعة حملوا الحديث على الولاية الصغرى، لأن النبي ﷺ ولّى علياً اليمن، وكان بعض الناس يعاديه، فاستدعى أن يقول هذا القول، والموالاة في الحديث بمعنى المحبة هنا لسياق النص بمعاداة من يعاديه، وهذا ما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم.

والشيعة الإمامية حملوا هذا النص على الولاية الكبرى بمعنى الإمامة الكبرى، وبأن النبيﷺ عيَّن علياً بذاته.

2- الفارق الثاني في عصمة الأئمة: 

– أهل السنة والجماعة تعتقد بأن العصمة التي هي عدم الوقوع بالمعصية ثابتة للأنبياء عليهم السلام فقط، وأنه لاعصمة لخليفة ولا إمام ولا لأحد في ذرية النبي ﷺ  ولا في أحد من صحابة رسول الله مهما علا شأنه.

– الشيعة الإمامية تعتقد بأن العصمة تثبت لغير الأنبياء، وتكون للأئمة الاثني عشر، وهم:

1- علي بن أبي طالب (21 قبل الهجرة-40 هـ)، يلقب بالمرتضى، والكرار وحيدر، كنيته أبو الحسن، وهو رابع الخلفاء بعد النبي الكريم، وزوج ابنته فاطمة.

2- الحسن بن علي (3-50 هـ)، يلقب بالمجتبى والزكي، وكنيته أبو محمد.

3- الحسين بن علي (4-61 هـ)، يلقب بسيد الشهداء، وكنيته أبو عبد الله.

4- علي بن الحسين  (36-95) يلقب بالسجاد وزين العابدين، وكنيته أبو محمد.

5- محمد بن علي (56-114 هـ)، يلقب بالباقر، وكنيته أبو جعفر.

6- جعفر بن محمد (83-148)، يلقب بالصادق، وكنيته أبو عبد الله.

7- موسى بن جعفر (128-183 هـ)، يلقب بالكاظم، وكنيته أبو إبراهيم.

8- علي بن موسى  (148-203 هـ)، يلقب بالرضا، وكنيته أبو الحسن.

9- محمد بن علي  (195-220 هـ)، يلقب بالجواد، وكنيته أبو جعفر.

10- علي بن محمد (232-260 هـ)، يلقب بالهادي، وكنيته أبو الحسن.

11- الحسن بن علي، يلقب بالعسكري، وكنيته أبو محمد.

12- محمد بن الحسن، يلقب: بالمهدي والمنتظر والحجة والقائم، وكنيته أبو القاسم.

وأما أهل السنة والجماعة فيعتبرون أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين، المشهود له بالجنة، ويحبونه أشدَّ الحب، والحسن والحسين هما سبطا رسول الله، وسيدا شباب أهل الجنة، والبقية هم أصحاب قدر وشأن وأشراف وعلماء، والأخير أي: الإمام الثاني عشر مات وتوفي. [ينظر: سيرأعلام النبلاء]

3- الفارق الثالث في قضية المهدي :

– أهل السنة والجماعة تعتقد بأن المهدي يولد في آخر الزمان، ويكون آخر المصلحين، وهو من ذرية النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم يتوفاه الله تعالى. وورد عدة أحاديث منها : “الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، أَقْنَى الْأَنْفِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ” [سنن أبي داود]، وفي حديث آخر: “لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا يَوْمٌ، لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا” [سنن أبي داود]

– الشيعة الإمامية تعتقد بأن المهدي هو آخر الأئمة الاثني عشر، ويعتبرونه أنه دخل وهو صغير في سرداب بسامراء في العراق، وأنه صاحب الزمان، وهو حي لايموت حتى يخرج من السرداب، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

أخي السائل:

هذه بعض الفوارق بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الإمامية، ويوجد فوارق كثيرة أخرى بينهما تعرف في المطولات في العقيدة، وأنصحك بأن تتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة على بناء علمي وأسس معرفية متينة عند عالم متمكن في أبحاث العقيدة حتى تتضح لك الفِرَق المخالفة لمنهج عقيدة الاسلام الصافية.

هدانا الله إلى الحق والصواب.

– شرح العقائد النسفية، سعد الدين التفتازاني، الناشر: إدارة الصديق دابيل، غجرات – الهند، (1439هـ – 2018م) ص466

– مسند أحمد، أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب أرنؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط1، بيروت – لبنان، ( 1421 – 2001م) 32/74  ر:19325

– سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، مؤسسة الرسالة،(1422هـ – 2001م) 13/120

– سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا- بيروت 4/107 ر:4283 – 4/108 ر:4285

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه