ماذا أفعل مع زوجتي التي ترفض ارتداء الحجاب خارج المنزل؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

 السؤال

ماذا أفعل مع زوجتي التي ترفض ارتداء الحجاب خارج المنزل؟

 الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

 الحكمة في التعامل مع رفض الزوجة للحجاب

التعامل مع الزوجة التي ترفض ارتداء الحجاب خارج المنزل يتطلب من الزوج الحكمة والصبر. وأول ما يجب أن تتذكره، أخي السائل، أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى وليست بيدك. سواء كنت تعيش في عائلة محافظة أو تزوجت زوجتك وهي محجبة، فهذا كله ليس ضامنًا لاستمرارها في الحجاب. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص: 56].

 الهداية ليست بيد الإنسان

حتى الأنبياء عليهم السلام لم يتمكنوا من هداية أقرب الناس إليهم. فنوح عليه السلام لم يستطع هداية ابنه، كما ورد في قوله تعالى:
﴿وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ * قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ﴾ [هود: 42-43]. وكذلك لم يستطع لوط عليه السلام هداية زوجته، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ ‌مُصِيبُهَا ‌مَا ‌أَصَابَهُمْ﴾ [هود: 81].

 الاستمرار في النصيحة والدعاء

عليك أن تستمر في إسداء النصيحة لزوجتك وأن تتحلى بالصبر. فكر كيف كنت ستتصرف لو كانت ابنتك في نفس الموقف ورفضت الحجاب رغم محاولاتك المستمرة.
إضافة إلى ذلك، احرص على التضرع والدعاء لله تعالى لعلّه يهديها.

 توفير بيئة إيمانية وصحبة صالحة

حاول تهيئة بيئة إيمانية مناسبة لزوجتك، وشجعها على التواصل مع نساء صالحات ومحجبات ممن لهن تأثير إيجابي في المجتمع. مثل هذه الصحبة قد تساعدها على العودة إلى الصواب.

الإصرار والصبر

وأخيراً، عليك بالصبر المستمر، والإلحاح في الدعاء، وعدم اليأس. فهناك قصص كثيرة لنساء خلعن الحجاب ثم عدن إليه بعد ذلك. وما دامت زوجتك في بيئة صالحة، فإنني أبشرك بأنها ستعود إلى الحجاب بإذن الله.

والله تعالى أعلم.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.