كيف أصلي في حالة مرضي؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

كيف أصلي في حالة مرضي؟

الجواب

أخي السائل شفاك الله من كل داء،

إن لم تستطع القيام في الصلاة لسبب مرضك، أو خوف زيادته أو بطء شفائه بقيامك، أو بسبب دوران رأسك أو وجدت ألماً شديداً، وما شابه ذلك، فلك أن تصلي قاعداً كالمتشهد، أوكيف تشاء بركوع وسجود، وإن لم تستطع السجود فتصلي إيماءً قاعداً بأن تخفض رأسك في السجود أكثر من الركوع، فإن لم تستطع قاعداً، فلك أن تصلي مومياً مستقلياً على ظهرك ورجلاك نحو القبلة وتنصب ركبتيك حتى لا تمد رجليك نحو القبلة، وترفع رأسك قليلاً ليصير وجهك إليها، أو تصلي على جنبك الأيمن أو الأيسر، والطاعة على حسب الطاقة.

قال الله تعالى: ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [ البقرة:286] ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]

وقد أصيب الصحابي الجليل مصعب بن عمير-رضي الله عنه- بمرض البواسير- وهو مرض في المقعدة يُسبِّب نزيف دم – فسأل النبي  -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، فَقَالَ له : ” صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ” [الجامع الصحيح، البخاري]

وهنا لابد أن أنبه إلى شيئين:

الأول: هناك عادة بين المرضى الذين يصلون إيماءً يرفعون إلى وجوههم شيئاً يسجدون عليه، وهذا مكروه يجب تجنبه.

الثاني: إن لم يستطع المريض الإيماء برأسه فلا يوميء بعينه ولا قلبه ولاحاجبه، وإن كثرت الفوائت عليه بأن زادت على يوم وليلة سقط القضاء عنه. [ينظر: ابن عابدين، رد المحتار]

وأخيراً:

أسأل الله أخي السائل أن يشفيك من مرضك، ومن فضل الله تعالى في شريعتنا أن المريض الذي يصلي قاعداً أو مومياً لا ينقص ثوابه عن ثوابه في حال القيام لأنه معذور، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “.إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ” [البخاري، الجامع]

1- البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق البغا، دمشق، دار ابن كثير، ط5،( 1414هـ – 1993م) 1/376 ر: 1066 – 3/1092 ر:2834
2- ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار، بيروت، دار الكتب العلمية، (1412هـ/1992م) 2/96

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه