كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية الإيمان بالقدر خيره وشره. ما المقصود بالخير والشر هنا؟
يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض
السؤال
كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية الإيمان بالقدر خيره وشره. ما المقصود بالخير والشر هنا؟
الجواب
الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه و من والاه
فقد جاء الأمر بالإيمان بالقضاء و القدر صريحا في حديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَأَن تُؤمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»([1]).
فالإيمان بالقدر ركن مِنْ أركان الإيمان، والواجب على المسلم أن يتوكل على الله ويعمل ويأخذ بالأسباب، ويُسَّلِم في كل أموره لله عز وجل، ويسارع إلى مرضاته، ويعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه..
و المراد بالقدر تقدير الله عز وجل للكائنات حسب ما تقتضيه حكمته وعلمه فالمقدر لكل شيء خيرا كان أو شرا إنما هو الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:٤٩]
ولتوضيح الخير والشر في القضاء والقدر نقول قد تحدث للإنسان في حياته أمور لم يكن يتوقعها، ولم تكن معلومة لديه قبل حدوثها، وتفوته أمور كان ينتظر حدوثها؛ فالمؤمن يتعامل مع ما حدث وما فات بالرضا والإذعان والتسليم؛ لأنه يؤمن بأن الله قد كتب ما كان وما يكون وما هو كائن وقضى بذلك وقدره في الأزل، وغير المؤمن يجزع ولا يرضى، ولا يكون مع ذلك إلا ما قضاه الله وقدره.
وهذه من أسمى فوائد الإيمان بالقدر : الرضا والقناعة بما قسم الله عز وجل، وطمأنينة النفس والقلب، والصبر والثبات عند وقوع المصائب والابتلاءات، والعزة في طلب الحوائج، والإقدام على عظائم الأمور بشجاعة وحكمة ويقين..
نسأل الله إيمانا كاملا و يقينا صادقا إنه ولي ذلك و القادر عليه و الحمد لله رب العالمين
([1]) أخرجه مسلم (8)
[الشيخ] محمد فايز عوض
هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض من مواليد دمشق – سوريا 1965
درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها
خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985
حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور في باكستان.
له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،
مدرس في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية
مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول
عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم:
والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.