هل من الأفضل ترك قراءة القرآن وصلاة التراويح للدعاء والذكر؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

بعض الناس يتركون قراءة القرآن وصلاة التراويح لممارسة عبادات أخرى كالدعاء والذكر أو صلة الأرحام. ما هو الأفضل في نظركم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

فتتنوع الأعمال الصالحة في شهر رمضان ويسعى كل إنسان لجعل شهر الشهر الفضيل مختلفاً عن غيره من الشهور إذ هو موسم اغتنام الحسنات و القربات على تنوعها  ، كإكثار الصلاة وإطعام الطعام وقيام الليل والصدقة وصلة الأرحام و غيرها من الأعمال الصالحة

و لاشك أن الأفضل الحرص على الأعمال المختصة بهذا الشهر الكريم مثل صلاة التراويح والتي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه“. (1)

وعن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:  ”إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة“(2).

وكذلك تلاوة القرآن والتي اقترنت بالصيام قال النبي صلى الله عليه وسلم: قَالَ : ”الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ : رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ! وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ – فَيُشَفَّعَانِ“(3) .

شهر رمضان

شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان

قال ابن رجب: (وإنَّما وَرَدَ النَّهيُ عن قراءةِ القرآنِ في أقلَّ مِن ثلاثٍ على المداومةِ على ذلكَ. فأمَّا في الأوقاتِ المفضَّلةِ – كشهرِ رمضانَ خصوصًا اللياليَ التي يُطْلَبُ فيها ليلةُ القدرِ – ‌أو ‌في ‌الأماكنِ ‌المفضَّلةِ – ‌كمكَّةَ ‌لمَن ‌دَخَلَها ‌مِن ‌غيرِ ‌أهلِها -؛ ‌فيُسْتَحَبُّ ‌الإكثارُ ‌فيها ‌مِن ‌تلاوةِ ‌القرآنِ؛ اغتنامًا للزَّمانِ والمكانِ.) (4)

فأرى و الله أعلم أنه لا تعارض بين الأعمال المذكورة و حري بالمسم اغتنام هذا الشهر بكل خير و بر وفقنا الله لما يحبه و يرضاه و الحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.

([1]) أخرجه البخاري (35) ومسلم (759)
([2]) أخرجه النسائي (1289) وأبو داود (1375) وأحمد (21818)
([3]) أخرجه الحاكم (2043) وأحمد (6736)
([4]) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص400 )