هل أصلي الفجر فورًا إذا استيقظت بعد طلوع الشمس أم أعود للنوم؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

إذا نمت عن صلاة الفجر واستيقظت بعد طلوع الشمس، هل يجب عليّ الإسراع في أدائها أم يمكنني العودة للنوم إذا كنت متعباً، بما أنني قد تجاوزت وقتها المحدد؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

حكم النوم عن صلاة الفجر

فإن الصلوات المفروضة لها أوقات معلومة، قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) [النساء: 103]. فيجب أداء كل صلاة في وقتها الخاص بها، ويحرم تأخيرها عن وقتها أو أدائها قبل أو بعد الوقت إلا لعذر.

ومن الأعذار المبيحة لإيقاع الصلاة خارج وقتها، النوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة)، وذكر منهم: (والنائم حتى يستيقظ)[صحيح مسلم، حديث رقم 684]. ومن شروط عذر النوم المتعلق بالصلاة: [المجموع شرح المهذب: (3/ 69). وبقية كتب المذهب الشافعي، ففيها التفصيل الذي أوردناه في الجواب]

شروط عذر النوم

– أن يستغرق الوقت كله، بأن يدخل عليه وقت الصلاة ويخرج وهو نائم. فمن استيقظ في أثناء الوقت وجبت عليه الصلاة، وكذلك من دخل عليه وقت الصلاة وهو مستيقظ ثم نام حتى خرج الوقت، ففي هاتين الصورتين يجب أداء الصلاة في وقتها على من ذكر، ويأثم من تراخى عن الصلاة أو تشاغل عنها، وهذه كبيرة من الكبائر، تجب التوبة منها.

– أن لا يحدث نفسه عند نومه، قبل دخول الصلاة، أنه سينام عن الصلاة، أي يدخل في النوم بنية عدم أداء الصلاة بعذر النوم. فهذه نية خبيثة سيئة، وفعل محرم، يأثم على تلك النية. بل الواجب عليه أن يعزم على الصلاة ويهيئ نفسه للاستيقاظ، فيطلب من أحد أن يوقظه أو يجهز المنبه لذلك الغرض. فإذا لم يتمكن فهو معذور.

– نأتي بعد ذلك الى حكم القضاء بعد فوات الوقت. ففي القضاء حالتان:

حكم القضاء

الحالة الأولى: من كان معذوراً بنومه كما تقدم شرحه، فالقضاء في حقه واجب لكن ليس على الفور، بل عليه أن يقضي متى تيسر له مع المبادرة وعدم التسويف. لما رواه مسلم في (صحيحه) عن أنس بن مالك قال: قال نبي الله صلى الله عليه و سلم: (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. مع التنبيه على أنه يحرم اتخاذ هذا العذر ديدناً كل يوم، فالمسلم يحرص على فروضه وواجباته ويحذر من التقصير.

الحالة الثانية: من لم يكن معذوراً في نومه، فهذا عليه القضاء الفوري حينما يستيقظ أو يتذكر ويأثم بأي تأخير يوقعه في قضاء الصلاة بعد زوال العذر.

هذا جواب مختصر، نسأل الله أن يوفقنا لأداء فروضنا وواجباتنا على الوجه الذي يرضيه، والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)