ما هي شروط بيع السلم وتطبيقاته المعاصرة في المذهب الشافعي؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

 نود منك توضيح شروط بيع السلم، وتطبيقاته المعاصرة على المذهب الشافعي؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

فإن عقد السلم من البيوع الشرعية الجائزة، الداخلة تحت قوله تعالى: (وأحل الله البيع) [البقرة: 275]. وتعريف السلم شرعاً عند الشافعية: بيع موصوف في الذمة [منهاج الطالبين: ص 236]. وقد يسمى السلف أو السلم، وهو بيعٌ آجل، لأنه يشترك مع البيع في كونهما: عقداً وارداً على عين. ولن نطيل في أدلة مشروعية السلم، ونذكر شروطه التي ذكرها فقهاء الشافعية. وهي سبعة على ما في (المنهاج):

–  تسليم رأس المال في المجلس.
– كون المسلم فيه ديناً.
– بيان محل التسليم.
– كونه مقدوراً على تسليمه.
– كونه معلوم القدر، كيلا أو وزناً أو عداً.
– كونه معروف الأوصاف التي يختلف بها الغرض اختلافاً ظاهراً.
– لا يصح السلم فيما ندر وجوده. [منهاج الطالبين: ص 236-238]

فهذه هي شروط السلم، وهي أيضاً شروط المسلم فيه، ولا خلاف عليها عند الشافعية. فإذا عرفنا شروط السلم، نذهب بعده الى الإجابة عن الشق الثاني من السؤال، وهو  التطبيقات المعاصرة لعقد السلم. فقد ورد بعض تلك التطبيقات في (قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي) المنعقد في دورة مؤتمره التاسع بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1-6 ذي القعدة 1415هـ، الموافق 1-6 نيسان (إبريل) 1995م، وفيه: أن مجالات تطبيق عقد السلم متعددة، ومنها:

أ- يصلح عقد السلم لتمويل عمليات زراعية مختلفة، حيث يتعامل المصرف الإسلامي مع المزارعين الذين يتوقع أن توجد لديهم السلعة في الموسم من محاصيلهم أو محاصيل غيرهم التي يمكن أن يشتروها ويسلَموها إذا أخفقوا في التسليم من محاصيلهم، فَيُقَدِّمُ لهم بهذا التمويل نفعًا بالغًا ويدفع عنهم مشقة العجز المالي عن تحقق إنتاجهم.

ب- يمكن استخدام عقد السلم في تمويل النشاط الزراعي والصناعي، ولا سيما تمويل المراحل السابقة لإنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة، وذلك بشرائها سَلمًا وإعادة تسويقها بأسعار مجزية.

ج- يمكن تطبيق عقد السلم في تمويل الحرفيين وصغار المنتجين الزراعيين والصناعيين عن طريق إمدادهم بمستلزمات الإنتاج في صورة معدات وآلات أو مواد أولية كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها. [مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، العدد التاسع، ج1، ص371. وينظر أيضاً: موقع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، منظمة التعاون الإسلامي، بعنوان: (قرار بشأن السِّلم وتطبيقاته المعاصرة)]

كما يصلح عقد السلم أيضاً في:

– ضمان تحقيق السيولة للمستفيد. من خلال بعض العمليات المصرفية التي تقوم بها بعض المصارف. بأن يسلم للعميل المبلغ المطلوب في مقابل أن يسلم البضاعة الموصوفة في الذمة في أجلها المحدد. [السلم وتطبيقاته المعاصرة، القره داغي: ص 84]

– البطاقات (الكروت) المسبقة الدفع. حيث يدفع الشخص قيمتها، ثم يستهلكها فيما بعد على دفعات. [السلم وتطبيقاته المعاصرة، القره داغي: ص 88]

هذه بعض التطبيقات المعاصرة لعقد السلم، ولا شك ان الخوض في التفصيل يطول جدا، ونحيل السائل الراغب في مزيد الفائدة ومعرفة التفاصيل والتطبيقات الأخى، الى المؤلفات والأبحاث في خصوص هذا الموضوع، ومن تلك الأبحاث والكتب:

– السلم وتطبيقاته المعاصرة، دراسة فقهية مقارنة، د. علي محيي الدين القره داغي.
– بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة، عدة مؤلفين.
– السلم في البيوع الإلكترونية، إعداد زياد بن صالح بن حمود التويجري. بحث منشور في مجلة البحوث الإسلامية الصادرة عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء. العدد 124، 1442هـ.

– عقد السلم وتطبيقاته المعاصرة في المجال المصرفي، أسامة محمد الصلابي، بحث منشور. وغيرها، والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)