ما حكم الصلاة في المصلى الذي به صور على الجدران أو السجاد؟
يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض
السؤال
ما حكم الصلاة في المصلى الذي به صور على الجدران أو السجاد؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
صلاة الجماعة
فمما لا خلاف فيه أن صلاة الجماعة تكون في المساجد والتي يحب تنزيهها عن الصور و عما يشغل المصلي وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة [أخرجه البخاري (3225); ومسلم (2106)] أما إن كانت في المصليات فالحكم لا يختلف بالنسبة لوجود هذه الصور فتكره الصلاة في الأماكن التي بها صور على الجدران أو على السجاد لذوات الأرواح إلا للضرورة
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (اتَّفَقَتْ كَلِمَةُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ مَنْ صَلَّى وَفِي قِبْلَتِهِ صُورَةُ حَيَوَانٍ مُحَرَّمَةٌ فَقَدْ فَعَلَ مَكْرُوهًا ؛ لأَنَّهُ يُشْبِهُ سُجُودَ الْكُفَّارِ لأَصْنَامِهِمْ ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدِ التَّشَبُّهَ . أَمَّا إِنْ كَانَتِ الصُّورَةُ فِي غَيْرِ الْقِبْلَةِ : كَأَنْ كَانَتْ فِي الْبِسَاطِ ، أَوْ عَلَى جَانِبِ الْمُصَلِّي فِي الْجِدَارِ ، أَوْ خَلْفَهُ ، أَوْ فَوْقَ رَأْسِهِ فِي السَّقْفِ ، فَقَدِ اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ فِي ذَلِكَ .
الْحَنَفِيَّةُ
فَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ – كَمَا فِي الدُّرِّ وَحَاشِيَةِ الطَّحْطَاوِيِّ – يُكْرَهُ لِلْمُصَلِّي لُبْسُ ثَوْبٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ ذِي رُوحٍ ، وَأَنْ يَكُونَ فَوْقَ رَأْسِهِ ، أَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، أَوْ بِحِذَائِهِ يَمْنَةً أَوْ يَسْرَةً ، أَوْ مَحَلَّ سُجُودِهِ تِمْثَالٌ . وَاخْتُلِفَ فِيمَا إِذَا كَانَ التِّمْثَالُ خَلْفَهُ . وَالأَظْهَرُ : الْكَرَاهَةُ .
الشَّافِعِيَّةُ
وَنَصَّ الشَّافِعِيَّةُ – كَمَا فِي أَسْنَى الْمَطَالِبِ – عَلَى أَنَّهُ يُكْرَهُ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا فِيهِ تَصْوِيرٌ ، وَأَنْ يُصَلِّيَ إِلَيْهِ أَوْ عَلَيْهِ .
الْحَنَابِلَةُ
وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ عَلَى أَنَّهُ تُكْرَهُ الصَّلاةُ إِلَى صُورَةٍ مَنْصُوبَةٍ ، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ). [الموسوعة الفقهية الكويتية 12/126]
ولكن مع هذه الكراهة للصلاة لوجود الصور فالصلاة صحيحة ما دامت مستكملة لأركانها و شروطها
نسأل الله أن يتقبل منا صلاتنا و سائر عباداتنا بمنه و كرمه و الحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد فايز عوض
هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض من مواليد دمشق – سوريا 1965
درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها
خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985
حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من لجامعة الإسلامية بهاولبور في باكستان.
له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،
مدرس في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية
مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول
عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم:
والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.