كيف يتعامل المذهب الشافعي مع مسألة (الغرر)، في العقود؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

كيف يتعامل المذهب الشافعي مع مسألة (الغرر)، في العقود؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

تعريف الغرر

الغرر لغة هو الخطر [المصباح المنير: 2/ 445. وينظر للمزيد: الموسوعة الفقهية الكويتية: 7/ 317؛ التعريفات للجرجاني: ص 141؛ الفروق للقرافي: 3 / 265]، ومنه سُمي الشّيطان بالغرور؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33]. وتحريم الغرر في المعاملات ورد في السنة، ففي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر وبيع الحصاة. [صحيح مسلم حديث رقم 1513]

الفرق بين الغرر والجهالة

وبين الغرر والجهالة ترابط، ولكن بينهما فرق ذكره الإمام القرافي، فإنه قال: ”أصل الغرر هو الذي لا يُدرَى هل يحصل أم لا ؟ كالطير في الهواء والسمك في الماء ، وأما ما علم حصوله وجهلت صفته فهو المجهُول، كبيعه ما في كمه. فهو يحصل قطعاً، لكن لا يُدرَى أي شيء هو؟  فالغرر والمجهول كل واحد منهما أعم من الآخر من وجه وأخص من وجه فيوجد كل واحد منهما مع الآخر وبدونه.“ [الفروق للقرافي: 3 / 265]

وقال الإمام النووي: ”النهي عن بيع الغرر أصلٌ عظيم من أصول كتاب البيوع، يدخل فيه مسائل كثيرة غير منحصرة“ [صحيح مسلم بشرح النووي: 11 / 156؛ المجموع: 9 / 258]. وقال: ”بيع ما فيه غررٌ ظاهر يمكن الاحتراز عنه ولا تدعو إليه الحاجة باطلٌ.“ [صحيح مسلم بشرح النووي: 11 / 156؛ والمجموع: 9 / 258]

هذا تعريف وجيز بالغرر، وموقف المذهب الشافعي من البيوع ذات الغرر، نسأل الله أن يكون نافعاً ومفيداً، والتفصيل في الكتب الفقهية الفروعية، وفي الأبحاث الخاصة بهذه المسألة.

والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)