هل ينقض الوضوء إذا شككت في خروج الريح؟
يجيب عن السؤال االشيخ الدكتور باسم عيتاني
السؤال
هل ينقض الوضوء إذا شككت في خروج الريح؟
الجواب
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آاه وصحبه أجمعين؛
أخي السائل حفظك الله تعالى؛
الحكم الشرعي في هذه المسألة بأنه لا ينتقض الوضوء إذا شككت بخروج الريح، فإنك كنت متيقناً بأنك على وضوء ثم طرأ عليك بأنك شككت، هل أنا على وضوئي مستمرأو انتقض وضوئي؟ قيقينك لا يزول بالشك، لأن من توضأ ثم شك في انتقاض وضوئه، فلا يلتفت إلى شكه، والشك هو حالة تردد بين شيئين لا يستطيع المرء الترجيح بينهما.
والدليل على أنه ليس بناقض للوضوء قول رسول الله ﷺ: “إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا فَلَا يَخْرُجَنَّ مِنْ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا” [صحيح مسلم] ومعنى ذلك أن يتحقق المرء من خروج الحدث فإذا وجد شكاً فلا اعتبار له حقيقة، فلذا يبقى على الأصل الذي كان عليه وهو الطهارة أي يبقى على وضوئه.
وقد استتبط الفقهاء رحمهم الله قاعدة فقهية عظيمة من هذا الحديث الشريف وأمثاله وهي : (اليقين لا يزول بالشك) أي: أن الأشياء يحكم ببقائها على ما كانت عليه حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الحادث عليها. ولأن اليقين القوي اقوى من الشك فلا يرتفع اليقين القوي بالشك الضعيف، أما اليقين فإنما يزول باليقين الآخَر. [ينظر: درر الحكام]
والحكمة التشريعية التوجيهية في رد الشك باليقين أو بغالب الظن هي أن لا تتسلل الوسوسة إلى العبد فتقطع عليه عبادته وتفسدها، فكم من وسوسة جاءت من طريق الشك فأتعبت صاحبها وأرهقته وأمرضته نفسياً، وأبعدته عن جادة الصواب.
نسأل الله أن يزيل عنا وعنكم الشك والوسوسة، وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين
المراجع و المصادر :
- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، تحقيق: عبد الباقي، البابي الحلبي، القاهرة، مصر، (1374 هـ -1955م) 276/1 ر362
- درر الأحكام شرح مجلة الأحكام، علي حيدر خواجه أمين أفندي، تعريب: فهمي الحسيني، دار الجيل، ط1،( 1411هـ – 1991م)
[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني
هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه