هل هناك أجر في لبس الطاقية في الصلاة؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب
السؤال
هل هناك أجر في لبس الطاقية في الصلاة؟
الجواب
الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وآله وصحبه
الصلاة أركاناً وشروطاً وواجبات
فكما أن للصلاة أركاناً وشروطاً وواجبات، فإن لها أيضاً سنناً وآداباً. وإن تغطية المصلي رأسه في الصلاة يعد من الأمور البدهية التي كان الكل يدركها، فمن عاش في مجتمع إسلامي متحقق بضوابط الدين، يعلم أن مشي الرجل في السوق حاسراً رأسه يعد من خوارم المروءة، فهل سيخطر على بال أحد في ذلك المجتمع أن يصلي حاسراً رأسه، ليس عليه غطاء من عمامة أو قلنسوة أو طيلسان على أضعف تقدير!
نعم، قد ينظر بعض الناس الى ضعف الأحاديث في فضل العمامة، ولكنه ينسى أن لبسها كان من العادات التي لم تنفك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، بغض النظر عن صحة فضائلها من عدمها.
ماذا ترتدي-لبس العمامة
والمقرر في كتب المذهب الشافعي سنية لبس العمامة أو ما يقوم مقامها في الصلاة، وهذه بعض أقوال الفقهاء في ذلك، قال الشيخ ابن حجر في (التحفة): ”وتسن العمامة للصلاة، ولقصد التجمل، للأحاديث الكثيرة فيها. واشتدادُ ضعف كثير منها يجبُره كثرة طرقها. وزعْمُ وضعِ كثير منها تساهلٌ، كما هو عادة ابن الجوزي هنا، والحاكم في التصحيح. ألا ترى إلى حديث (اعتموا تزدادوا حلما)، حيث حكم ابن الجوزي بوضعه، والحاكم بصحته استرواحاً منهما على عادتهما. وتحصل السنة بكونها على الرأس أو نحو قلنسوة تحتها.“(1)
وقال أيضاً: ”ولا بأس بلبس القلنسوة اللاطئة بالرأس والمرتفعة المضربة وغيرها تحت العمامة وبلا عمامة؛ لأن كل ذلك جاء عنه – صلى الله عليه وسلم -، وبقول الراوي وبلا عمامة قد يتأيد بعض ما اعتاده بعض أهل النواحي من ترك العمامة من أصلها وتميز علمائهم بطيلسان على قلنسوة بيضاء لاصقة بالرأس.“(2)
وفي حاشية الجمل: ”فما على الرأس مع التحنيك الطيلسانُ الحقيقي ويسمى رداء مجازاً. وما على الأكتاف هو الرداءُ الحقيقي، ويسمى طيلسانا مجازاً. ويندبُ جمعهما في الصلاة وصح عن ابن مسعود وله حكم المرفوع التقنع من أخلاق الأنبياء.“(3)
لبس القميص والإزار والعمامة والطيلسان
وجاء في بغية المسترشدين = فتاوى مشهور) ما نصه: ”(مسألة): يسن لبس القميص والإزار والعمامة والطيلسان في الصلاة وغيرها إلا في حال النوم ونحوه … وتحصل سنة العمامة بقلنسوة وغيرها.“(4)
هذا ما تيسر نقله وإفادته من كتب فقهاء الشافعية المعتمدة المشهورة، المعمول بها في الأصقاع، نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بمواطئ أقدامنا، والحمدلله رب العالمين.
الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب
هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م
نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)
تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة
وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول
من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي، بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)
الهوامش:
1- الهيتمي، تحفة المحتاج: 3/ 36.
2- المصدر السابق: المرجع نفسه.
3- الجمل، حاشية الجمل على شرح المنهج: 2/ 91.
4- المشهور، بغية المسترشدين: ص 181.