ما هي السبل التي ينبغي للزوجين اتباعها ليتحقق بينهما الاحترام المتبادل؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

ما هي السبل التي ينبغي للزوجين اتباعها ليتحقق بينهما الاحترام المتبادل؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [سورة النساء: 19]، وهذا يعني  حسن الصحبة والتعامل بالمعروف والاحترام المتبادل بين الزوجين.

و يقول صلى الله عليه وسلم: «أكْمَلُ المُؤمِنِينَ إيمَانًا أحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وخِيَارُكُمْ خياركم لِنِسَائِهِمْ».[سنن الترمذي :1162]

وتحقيق الاحترام المتبادل بين الزوجين هو من أهم عوامل استقرار الحياة الزوجية، ويمكن تحقيقه من خلال اتباع عدة سبل، منها:

– التواصل الفعّال والقدرة على التحدث بصراحة ووضوح و تقبّل و تفهّم لكل المشاعر، والآراء، والاحتياجات، ووجهات النظر المختلفة.

– حسن الاستماع للطرف الآخر ، والاهتمام بكلامه وإعطائه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره دون مقاطعة أو انتقاص أو انتقاد سلبي

– الاعتراف بجهود و معروف كل طرف تجاه الطرف الآخر، و عدم تضييعها أو إنكارها أو التقليل من شأنها، مع التعبير عن الامتنان تجاه كل الأفعال الصغيرة والكبيرة على حد سو
– التسامح وغضّ الطرف عن الأخطاء والهفوات، و عدم التركيز على العيوب، قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» [صحيح مسلم :1469] وقولُهُ: «يَفْرَكْ» معناه: يُبْغِض،

– المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة الأسرية والأولاد، سواء كانت هذه القرارات صغيرة أو كبيرة.

– الاستشارة في بعض الأمور الخارجية المهمة، كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، فقد استشار أمَّ سلمة رضي الله عنها، كما في قصة صلح الحديبية حيث :”قَالَ رَسُولُ ال
ﷺ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، يَا نَبِيَّ اللهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ، نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا.“ [سنن الترمذي :2731]

– احترام الحقوق والواجبات فيما بينهما و الالتزام بها

– احترام الخصوصية و عدم التجسس أو التدخل فيما لا يعني

– التعامل بلطف وأدب واحترام، واستخدام الكلمات الطيبة، والابتعاد عن الإساءة اللفظية أو الجسدية و خاصة أمام الأولاد

فهذه السبل و غيرها تعزز من شعور الاحترام فيما بين الزوجين. و كل ذلك دلّت عليه النصوص الشرعية التي ذكرناه و غيرها، و الله أعلم

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات. 

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ