ما هي أفضل الطرق لتربية الأبناء على القيم الإسلامية في عصر التكنولوجيا؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

ما هي أفضل الطرق لتربية الأبناء على القيم الإسلامية في عصر التكنولوجيا؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن تربية الأبناء على القيم الإسلامية في عصر التكنولوجيا يتطلب مزيجًا من الوعي والحرص والتوجيه العملي.

:أفضل الطرق لتحقيق التوازن في التربية

 القدوة الحسنة للأبناء

هذا يكون من خلال التزام الآباء بالقيم الإسلامية و المحافظة عليها فيقتدي بهم الأبناء. فالأطفال يتعلمون من الأفعال أكثر من الأقوال

التوجيه الصحيح لاستخدام التكنولوجيا

 التوجيه الصحيح في كيفة استخدام التكنولوجيا و التعامل معها و المجالات التي نحتاجها فيها و اختيار المحتوى الهادف مثلاً

توظيف التكنولوجيا في تعزيز القيم

توظيف التكنولوجيا في تعليم القيم الإسلامية و تعزيزها، عن طريق استخدام التطبيقات و البرامج والمواقع و المنصات في التعليم عن بعد -مثلاً- و مطالعة سير الصالحين وقصصهم  التواصل مع الأساتذة و الشيوخ و غير ذلك

ضبط أوقات الاستخدام مع المتابعة

ضبط أوقات الاستخدام مع المراقبة و المتابعة لكيفية الاستخدام

تحقيق التوازن بين الرقمي والواقعي

تحقيق التوازن بين العالم الرقمي والأنشطة الواقعية، كممارسة الأنشطة البدنية والهوايات بعيدًا عن الشاشات.

تعليم الرقابة الذاتية

 فمن المهم أن نزرع في الأبناء منذ الصغر مفهوم الرقابة الإلهية. و أن نعلّمهم أن الله يراقب كل أفعالهم وأن عليهم الالتزام بالقيم الإسلامية سواء كانوا متصلين بالإنترنت أو في الحياة الواقعية.كما في حديث جبريل عندما سأل النبي عن الإحسان فقال :(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). [صحيح مسلم: رقم الحديث (8); والأربعين النووية: الحديث رقم]

التوعية بالمخاطر المحتملة

 التوعية بالمخاطر المرتبطة بالاستخدام السلبي للتكنولوجيا و التعامل معها بحذر، مثل التنمر الإلكتروني أو الابتزاز أو المحتوى غير اللائق أو المحتوى المضلل أو المحتوى التافه، وكيفية تجنبها هذه المواقع، وعدم الاتباع أو التقليد الأعمى، و ضرورة إطلاع الآباء على كل ما يتعرضون له من مثل هذه الأمور

  “يقول عليه الصلاة والسلام: “لا تَكونوا إمَّعةً ، تَقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا ، وإن ظلَموا ظلَمنا ، ولَكِن وطِّنوا أنفُسَكُم ، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا ، وإن أساءوا فلا تظلِموا.

 رواه الترمذي برقم (2008)

فبتطبيق هذه الأساليب و غيرها، يمكننا تربية أبنائنا على القيم الإسلامية في بيئة رقمية معاصرة، مع الحفاظ على توازن صحي بين التكنولوجيا والالتزام الديني. و الله أعلم

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ