ما مفهوم الشرك وأنواعه في العقيدة الإسلامية؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني
السؤال
ما مفهوم الشرك وأنواعه في العقيدة الإسلامية؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم؛
الأصل في مفهوم الشرك هو الاعتقاد بأن الله له شريك، وهو لا شريك له، والشرك على نوعين: الشرك الأكبر والشرك الأصغر.
فالنوع الأول: الشرك الأكبر: وهو الذي يضاد عقيدة التوحيد، وهو كفر بإجماع الأمة، كاعتقاد إله مع الله تعالى، أو كاعتقاد ثلاثة آلهة بإله واحد كشرك النصارى، أوكمن يعبد غير الله تعالى، أو كمن يقلد من يعبد غير الله تعالى تبعاً للغير، أو كمن اعتقد أن الأسباب مؤثرة في ذاتها.[ ينظر: مقدمات السنوسية]
وقد ثبتت حرمة الشرك الأكبر أو الشرك الجلي في كثير من الآيات في القرآن، وثبت أن الله لا يغفر لمن أشرك به، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [ النساء:48]
والنوع الثاني: الشرك الأصغر: وهو الذي يراد به الرياء، وهو: عكس الإخلاص، أي القيام بالعبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها، وهو كبيرة من الكبائر.
وورد في حرمة الشرك الأصغر أو الشرك الخفي في قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
«الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً.“ [ مسند أحمد]
فعليك أخي المسلم أن تثبت على كلمة التوحيد، وهي: لا إله إلا الله. وأن ترددها دائماً، وتجعل لنفسك ورداً يومياً منها، حتى يتجذر نورها في قلبك، وعليك أن تحذر من الرياء، فإنه آفة عظيمة لقلب المؤمن، فلتستعذ بالله منه باستمرار، فقد علَّم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – دعاء الاستعاذة من الشرك الأصغر، فقال: ”يا أبا بكر، لَلشِّركُ فيكم أخْفى من دبيبِ النَّملِ، والذي نفسي بيدِه، لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلُه و كثيرُه؟ قل: اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ، و أستغفِرُك لما لا أَعلمُ.“ [ رواه البخاري في الأدب المفرد]
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشرك الأكبر والشرك الأصغر.
الشيخ الدكتور باسم عيتاني
هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه
اللغات : العربية: ممتاز الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط
– بصائر أزهرية على المواهب الربانية في شرح المقدمات السنوسية، جمال الدقاق، كشيدة للنشر، مصر، (1436 هـ – 2015م) ص102