ما حكم الزواج العرفي دون شهود؟

السؤال

ما حكم الزواج العرفي دون شهود؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وآله وصحبه.

أما بعد؛

فإن النكاح من سنن المرسلين، ومن فطرة الله التي فطر الناس عليها، قال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) [النساء: 3]. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه]. (1).

أركان وشروط

وللزواج أركان وشروط، يجب توافرها ليكون صحيحا، والأبضاع شأنها خطير، فالاحتياط لها واجب، لأن بها قوام الحياة واستمرارها، ويترتب عليها النسب وغير ذلك. ومن شروط عقد النكاح وجود الولي والشهود والمهر، والقبول والإيجاب من الزوج والزوجة أو وليها. وقد ظهرت أنواع من عقود الزواج غير المتعارف عليها، لظروف وأسباب مختلفة، ومنها ما عرف بالزواج العرفي، وهو زواج السر.

التعريف القانوني للزواج العرفي

والتعريف القانوني للزواج العرفي: قيل هو: عقد زواج غير موثق بوثيقة رسمية، سواء أكان مكتوبًا أو غير مكتوب. وقيل: هو عقد مستكمل لشروطه الشرعية، إلا أنه لم يوثق، أي: بدون وثيقة رسمية كانت أو عرفية(2). فمن هذا التعريف يعلم أنه لا فرق بين الزواج الشرعي المعتاد وبين الزواج العرفي سوى في مسألة التوثيق الرسمي.

ولكن ظهرت صور أخرى تسمى بالزواج العرفي، منها صورة أن يجرى عقد النكاح بدون شهود، فهذه صورة غير شرعية وغير جائزة، وقد جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية، تحت عنوان (الزواج العرفى بغير شهود) بتاريخ 3 جمادى الأولى 1385هجرية، 30 أغسطس 1965م، ما نصه: ”الزواج بغير شهود فاسد، ومن أحكامه أنه لا يحل للرجل فيه أن يدخل بالمرأة غير أنه إن دخل بها كان عاصيا ووجب تعزيرهما والتفريق بينهما.“ (3)

هذا باختصار، والفتاوى في هذه الصورة كثيرة، ونكتفي بما أوردناه اختصاراً للجواب، ومن أراد المزيد فعليه بكتب الفتاوى المعاصرة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)

الهوامش:
1- صحيح البخاري، حديث رقم 5063؛ صحيح مسلم، حديث رقم 1401.
2- عدة مؤلفين، الفقه الميسر: 11/ 24.
3- فتاوى دار الإفتاء المصرية: 1/ 392.