ما توجيهكم في موضوع الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

ما توجيهكم في موضوع الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تطور وسائل التواصل الاجتماعي

فمن الملاحظ أننا نعيش في عصر ثورة تقنية عالمية وقد نتج عنها ما يُدعى بوسائل التواصل الاجتماعي. ومع ما تحمله من إيجابيات متعددة، كتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية ونقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص بطريقة سهلة، ومن أي مكان، وفي أي وقت.

إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي

كما تفتح الأبواب لتبادل الآراء وتوسيع فرص المشاركة في التعبير عن الرأي وتشكيل رأي عام فعّال تجاه بعض القضايا، ومتابعة أخبار العالم دون انتظار نشرات الأخبار.

سلبيات الإفراط في الاستخدام

إلا أن لها سلبيات لا تخفى على أصحاب العقول النيرة إن أساء الفرد استعمالها. ومنها على سبيل المثال:

– الانشغال بالمهام الرئيسية

الانشغال بها عن المهام الرئيسية في حياة المرء كعبادته وعمله ورعاية أسرته. حيث يؤدي ما يقضيه الفرد من ساعات طويلة في تصفح هذه المواقع، وانشغاله بعلاقاته الافتراضية إلى البعد عن أفراد أسرته وفتور العلاقات التي تربطه بهم.

– نشر الأمور المخالفة

كما قد تؤدي إلى انتشار بعض الأمور المخالفة لمبادئ ديننا وقيم مجتمعنا الإسلامي.

– العزلة

ومن أوضح آثارها العزلة، حيث أصبح استخدام مواقع التواصل بديلاً للتفاعل الاجتماعي الحقيقي بين الأفراد والعائلات.

– تأثيرها على الطلاب

كما تؤثر على الطلاب، وخاصة في بداية دراستهم، حيث يؤدي انشغالهم بها أثناء فترة الدراسة عن معلميهم وبعد عودتهم إلى مساكنهم إلى تدنّي التحصيل الدراسي لديهم.

الواجب تجاه وسائل التواصل الاجتماعي

لذلك يجدر بكل واحد منا الانتباه لسلبياتها الخطيرة والاقتصاد في التعامل معها. والاهتمام بأفراد الأسرة في استعمالها، والتوجيه المستمر لما ينتشر فيها. وهذا كله من باب واجب الرعاية الذي وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

نسأل الله الحفظ لنا ولأهلينا ولجميع المسلمين. والحمد لله رب العالمين.

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان.

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.

المراجع

أخرجه البخاري (893) ومسلم (1829).