ما أهمية الرفق في التعامل مع الآخرين وكيف يؤثر على المجتمع؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

ما أهمية الرفق في التعامل مع الآخرين وكيف يؤثر على المجتمع؟

الجواب

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :

للرفق أهمية كبيرة في حياة المسلم ، و هو يرجع في أصله إلى خلق الرحمة التي أمر الله تعالى عباده أن يتعاملوا بموجبها، وبذلك تستقيم حياتهم و علاقاتهم، وقد جاءت كثير من الأحاديث لتدل على أهمية اتخاذه منهجاً و مبدأ يتعامل به الإنسان المسلم مع كل المحيطين به في مجتمعه، و من هذه الأحاديث:
– عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّه». متفقٌ عَلَيْهِ. (1)

-وعنها: أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطي عَلَى الرِّفق، مَا لَا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». رواه مسلم. (2)

-وعنها: أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ في شَيْءٍ إِلَاّ زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَاّ شَانَهُ». رواه مسلم. (3)

-وعن أَبي هريرة – رضي الله عنه – قَالَ: بَال أعْرَابيٌّ في المسجدِ، فَقَامَ النَّاسُ إِلَيْهِ لِيَقَعُوا فِيهِ، فَقَالَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ وَأَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ». رواه البخاري.(4)

وعلى هذا بلا بد من اتخاذ الرفق منهجاً للإنسان المسلم في حياته يتعامل به مع مجتمعه ، و خاصة إذا ولّاه الله تعالى أمراً أو مسؤولية من أمور المسلمين ؛ فلا بد أن يرفق بهم فيرفق الله به ، و إلا أصابته هذه الدعوة الواردة في هذا الحديث الشريف

فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سَمِعْتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول في بيتي هَذَا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ». رواه مسلم. (5) و الله أعلم.

الهوامش:
1- صحيح البخاري : (6927)، و صحيح مسلم : (2165)
2- صحيح مسلم : (2593)
3- صحيح مسلم : (2594)
4- صحيح البخاري : (220)
5- صحيح مسلم : (1828)

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ