ما أهمية الدعاء في حياة المسلم؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

ما أهمية الدعاء في حياة المسلم؟

الجواب                                      

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

الدعاء له منزلة كبيرة في حياة المسلم؛ هو سلاح المؤمن الذي يستخدمه في كل الأوقات، سراءها وضراءها، وإليك بعض النقاط التي توضح أهميته:

الدعاء فيه تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، فهو صلة بين العبد وربه، قال تعالى:”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ ‌عَنْ ‌عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.“ [غافر: 60] فسمى ربنا الدعاء عبادة.

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”إِنَّ ‌الدُّعَاءَ ‌هُوَ ‌الْعِبَادَةُ“، ثُمَّ قَرَأَ:”ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي.“ [غافر:60; مسند أحمد:18352]

الدعاء فيه استجابة لأمر الله تعالى، حين قال:”ادْعُوا رَبَّكُمْ ‌تَضَرُّعًا ‌وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.“ [الأعراف:55]

– الدعاء يستشعر به العبد قربه من مولاه سبحانه وتعالى؛ لذلك فالدعاء يعزز الإيمان والطمأنينة في القلب؛ قال تعالى: ”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان.“ [البقرة: 186].

بالدعاء تندفع البلايا والمصائب عن المسلم، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”لَا ‌يَرُدُّ ‌الْقَدَرَ ‌إِلَّا الدُّعَاءُ…“. [مسند أحمد:22413]

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ ‌مِمَّا ‌نَزَلَ ‌وَمِمَّا ‌لَمْ ‌يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ“. [مسند أحمد:22044]

وأخيراً: ينبغي للمؤمن ألاّ يترك الدعاء، بل يدعو الله تعالى في كل شؤونه صغيرها وكبيرها، ولكن العبد المتحقّق بعبوديته لا يدعو ربه ليحقق مطلوبه منه فحسب، بل يدعوه ليحقق عبوديته، فالدعاء يعكس مدى اعتماد المسلم على الله وثقته في قدرته ورحمته سبحانه.

والله عز وجل يعطي عباده سألوه أم لم يسألوه، أطاعوه أم عَصوه، وهو يعطي الكافر ويعطي المؤمن.

وينبغي أن نستحضر عند الدعاء، أننا لا نسأل الله تعالى لننبهه فهو ليس بغافل، ولا نسأله لنذكّره فهو ليس بناس، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.