كيف يمكن للمسلم الحفاظ على ذكر الله في حياته اليومية؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

 كيف يمكن للمسلم الحفاظ على ذكر الله في حياته اليومية؟

الجواب

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

يقول الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الأحزاب 41-42]، و هذ الذكر يكون من خلال معرفة المسلم بحقيقة الذكر، و أنه لا يقتصر فقط على ذكر اللسان؛ و إنما يشمل جميع الأعمال و الأحوال، مع الاستحضار للنية و الإخلاص فيها لله تعالى. و في هذه جاءت الكثير من الآيات و الأحاديث الشريفة، والتي سنذكر بعضها فيما يأتي

و على هذا فيمكن للمسلم أن يحافظ على ذكر الله دائماً في حياته اليومية من خلال:

1- ذكر الله تعالى باللسان: و هذا الذكر ينبغي استحضاره دائماً في كل عباداتنا و أحوالنا اليومية و المحافظة عليه
و هذا الذكر منه ما هو مقيد بوقت أو عدد أو صيغة محددة أمرنا به النبي صلى الله عليه و سلم عند بعض الأعمال كأذكار الصلاة مثلاً، و أذكار الدخول و الخروج من البيت و باقي الآداب و السنن في حياتنا اليومية
و منه ما هو مطلق، فيكون بأي وقت أو بأي عدد أو صيغة كما أمر النبي صلى الله عليه و سلم ذلك الصحابي عندما سأله فقال: يَا رسولَ الله، إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَليَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ قَالَ: «لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطبًا مِنْ ذِكْرِ الله».(1)

2- ذكر الله تعالى بالقلب : و ذلك يكون من خلال الخشوع و الحضور مع الله في العبادات و قراءة القرآن …، و استحضار حالة الإحسان في كل ذلك كما قال صلى الله عليه و سلم في حديث جبريل :  «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاكَ». (2)

3- ذكر الله تعالى بالعقل : و هذا يكون من خلال التفكر و التدبر في الكون و في العبادات و غيرها، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران 191]

4- ذكر الله تعالى بالجسد و الجوارح: و هذا يكون من خلال أداء العبادات و القيام بأعمال الخير مع استحضار النية الصالحة ..
ومن خلال توظيف النعم و جوارح الجسد واستعمالها فيما خُلقت له، كما أمر خالقها سبحانه، و هذا فيه ذكر و شكرٌ لله تعالى

و بهذا يحافظ المسلم على ذكر الله تعالى في كل أوقاته و أحواله طوال يومه من خلال ما بيناه أعلاه مع استحضار النية و الإخلاص لله تبارك وتعالى و الحمد لله رب العالمين

الهوامش:

1- سنن ابن ماجه: (3793)، و سنن الترمذي: (3375)
2- صحيح مسلم : حديث رقم (8)

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ