كيف توصل العلماء الى معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف توصل العلماء الى معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

النسخ بالاصطلاح الشرعي

: هو رفع الشارع حُكمًا منه متقدمًا بحكمٍ منه متأخر. قال تعالى

مَا ‌نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. [البقرة: 106]

وعرَف العلماء الناسخ والمنسوخ بأكثر من طريق:

– النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي، كحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ”إِنِّي ‌كُنْتُ ‌نَهَيْتُكُمْ ‌عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمِ الْآخِرَة“. (1)

– إجماع الأمة على أن هذا النص ناسخٌ، وهذا النص منسوخ.

– معرفة النص المتقدم من النص المتأخر في التاريخ يحدد ذلك؛ فالنص المتأخر ينسخ المتقدم حين التعارض. (2)

تنبيه: لا يُعتمد في النسخ على الاجتهاد، أو قول المفسرين، أو التعارض بين الأدلة ظاهرًا، أو تأخر إسلام أحد الراويين، بل لا بد من وجود أحد الطرق الثلاثة السابقة.

أخيراً

علم الناسخ والمنسوخ علم هام لدارس القرآن الكريم، وقد قال الأئمة: «لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلاَّ بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.

(1):  مسند أحمد (1236).
(2): ينظر: مباحث في علوم القرآن مناع القطان ص240، علوم القرآن، نور الدين عتر ص131.