كيف أقوم بالنية للصلاة؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

كيف أقوم بالنية للصلاة؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم

نية الصلاة أن يقول المصلي عند إحرامه بالصلاة: اللهم إني أريد صلاة كذا فيسرها لي وتقبلها مني.

وهنا لا بد من ملاحظة بعض الأمور المتعلقة بالنية للصلاة:

  1. يجب ألاّ يفصل بين النية وتكبيرة الإحرام فاصل؛ لأن النية شرط من شروط انعقاد الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ‌إِنَّمَا ‌الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” (1) فتكون نية المصلي متصلةً بتكبيرة الإحرام؛ لا يفصل بينهما بعمل يمنع الاتصال، كالأكل والشرب ونحوه.
  2. النية هي الإرادة الجازمة للدخول في الصلاة فلا يصح أن تكون متأخرة عن تكبيرة الإحرام؛ لأن أولَّ جزءٍ من القيام لا يخلو عن النية.
  3. لو نوى المصلي الصلاة، ثم ذهب للوضوء أو خرج يمشي للصلاة فإن هذه الأفعال لا تمنع اتصال النية بالصلاة مادام لم يشتغل في أثناء ذلك بما لا يليق بالصلاة. فعن محمد فيمن خرج من منزله يريد الفرض في جماعة، فلما انتهى إلى الإمام كبَّر ولم تحضره النية. . . يجوز لأنه باق على نيته بالإقبال على تحقيق ما نوى.
  4. من النية أن يَعلم المصلي أي صلاة يصلي؟
  5.  النية عمل القلب أما التلفظ بها فلا عبرة به، حتى لو قصد أداء الظهر وجرى على لسانه خطأً العصر يكون شارعاً في الصلاة.
  6. استحسن بعض الفقهاء التلفظ بالنية لمن لم تجتمع عزيمته. قال محمد بن الحسن: ” النية بالقلب فرض، وذِكرها باللسان سنة، والجمع بينهما أفضل”.
  7.  إن كان المصلي يريد التطوع يكفيه نية أصل الصلاة، وفي القضاء يعين الفرض، وفي الوقتية ينوي فرض الوقت.
  8. إن كان المصلي مأمومًا ينوي فرض الوقت والمتابعة، أو ينوي الشروع في صلاة الإمام، أو ينوي الاقتداء بالإمام في صلاته.
  9. يكفي مطلق نية الصلاة – وإن لم يقل (لله) – لنفلٍ وسنةٍ راتبةٍ وتراويح على المعتمد.(2)

وأخيراً:

الصلاة المثمرة هي تلك التي تأخذ حقها من التأمل والخشية والخضوع والسكون واستحضار عظمة المعبود جلّ جلاله، فالصلاة صلةٌ بين العبد وربه يترقى بها العبد في مدارج العُلى، وتقوى بها محبة العبد لربه كلما تكررت.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1):  صحيح البخاري (1).
(2): حاشية ابن عابدين (1/437)؛ الاختيار لتعليل المختار (1/72)؛ مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر (1/85)؛ المعتصر الضروري على مختصر القدوري ص87-88؛ الموسوعة الفقهية الكويتية (42/100).

 

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.