في فصل الشتاء يكثر نومي، ويصعب علي النهوض لصلاة الفجر، ماذا أفعل؟
يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى
السؤال
في فصل الشتاء يكثر نومي، ويصعب علي النهوض لصلاة الفجر، ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
من الطبيعي أن تجد بعض الصعوبة في النهوض لصلاة الفجر في فصل الشتاء؛ بسبب برودة الجو وطول الليل.
وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
أولاً: تتذكر حديث المصطفى صَلى الله عَلَيه وسَلم الذي يقول فيه: “عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقا مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ …”. (1) ومعنى (ثار عن فراشه ووطائه): أي: تباعد عنهما تاركاً أهله منفرداً ومعتزلا عن اقترابهم واعتناقهم، إلى صلاته التي تنفعه في حياته ومماته، لا رياء وسمعة بل ميلاً لما عند الله من الجنة والثواب، والرضا واللقاء يوم المآب، وخوفاً مما عند الله من الجحيم وأنواع العذاب، أو من السخط والحجاب الذي هو أشد من العقاب، وهذا غاية الجهاد الأكبر، فإنه قام بالعبادة في وقت راحة الناس ونومهم … (2)
ثانياً: تتذكر فضائل السعي لصلاة الفجر ومن هذه الفضائل:
- تحصيل النور التام يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: “بَشِّرِ المَشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ”. (3)
- حفظ الله ورعايته: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. (4)
- دخول الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”. (5) والبردان هما: صلاة الفجر وصلاة العصر.
وإليك بعض النصائح العملية التي تساعدك على النهوض لصلاة الفجر منها:
– الاستعانة بأحد أفراد أسرتك أو أحد أصدقائك ليوقظك لصلاة الفجر.
– تحسين جودة نومك؛ بأن تنام مبكرًا في غرفة نوم مريحة ودافئة.
– استخدم أكثر من منبه، وفي أوقات متعددة وهذا سهل جداً.
وأخيراً: أن تستيقظ لصلاة الفجر فهذا فضل من الله تعالى، وأي فضل فاسأل الله تعالى ألاّ يحرمك منه، وأن يعينك عليه، وأنصحك بقراءة الكتب التي ترفع همتك، ككتاب: الفضائل العشر لصلاة الفجر للشيخ نعيم عرقسوسي.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(1): صحيح ابن حبان (194).
(2): ينظر: ملا علي القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/938).
(3): الترمذي (223).
(4): صحيح مسلم (657).
(5): صحيح البخاري (574).
الشيخ أنس الموسى
هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م
تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.
قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.
حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة، على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.
درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.
إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.
مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.
حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.
أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.