تجادلني زوجتي كثيراً، ويصل الحد الى أن أغضب وأفقد صوابي، ماذا أفعل معها؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

تجادلني زوجتي كثيراً، ويصل الحد الى أن أغضب وأفقد صوابي، ماذا أفعل معها؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

بداية من الطبيعي جداً أن تحدث خلافات بين الزوجين؛ فلكل واحدٍ من الزوجين فكره الخاص، وما نشأ وتربى عليه في بيئته وبيته وأسرته، ولكن من المهم أيضاً التعامل مع هذه الخلافات بالحكمة؛ لتجنب تفاقمها، بحيث لا تصل إلى ما لا تُحمد عقباه.
وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في ذلك:

أولاً: يجب أن تعلم أيها الزوج أن زوجتك ليست ملاكاً لا يخطئ أو هي معصومة عن الوقوع في الخطأ، بل هي بشر ومن صفات البشر أنهم يقعون في الخطأ، مصداق قوله تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) (النساء: 28)، وقال تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) (المعارج: 19-21)، وقال تعالى عن بني آدام: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب: 72). وإذا علمت أن زوجتك تخطئ، كما تقع أنت في الخطأ أيضاً؛ فهذا يسهل تقبل أسباب الخلاف بينكما، ويقلل من حدة غضبك.

ثانياً: تذكر حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضعه دائما أما ناظريك كلما حدث خلاف بينكما، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ ‌تُقِيمُهُ ‌كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ.». (1) فتذكُّر هذا الحديث، والتفكر في معانيه يحملك على الهدوء وضبط النفس عندما يبدأ الجدال.

وأخيراً:  إذا شعرت أن الجدال يزداد حدة بينك وبين زوجك، فاقترح عليك أن تغادر المكان الذي أنت فيه، وإن تمكنت من الخروج من البيت فهو حسن حتى تهدأ ثائرة غضبك. والله تعالى اعلم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): صحيح البخاري (3331).

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.