هل يُعد من يخرج الزكاة دون التصدق بخيلاً؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

إذا كان لدى الشخص الكثير من المال ولكنه يخرج الزكاة فقط ولا يتصدق بأكثر من ذلك، فهل يُعتبر بخيلاً؟

الجواب

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

لا يُعد من يكتفي بأداء الزكاة التي افترضها الله تعالى على الأغنياء بخيلاً مهما بلغ الغني من الغنى؛ فالبخل: هو منع ما يجب بذله من مال أو علم أو عمل أو جاه أو بدن. قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران:180]}

فائدة: إن قولنا بأنه لا يجوز وصف الرجل الذي يملك مالاً كثيراً ويؤدي زكاته بخيلاً، ففي نفس الوقت لا نسميه كريماً.

وأخيراً: الكرم والصدقة زيادة عن الواجب المفترض من الصفات المحمودة التي يحث عليها الإسلام، وفيها زيادة البركة في المال والدين و… وتبني مجتمعاً متكافلاً متراحماً.

وأختم بحديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سُئِلَ عَنِ الزَّكَاةِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ فِي المَالِ لَحَقًّا ‌سِوَى ‌الزَّكَاةِ»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي البَقَرَةِ: {لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البقرة: 177;سنن الترمذي (659)]

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.