هل ينالني إثم إذا كنت أبتعد عن التدخل في شجارات عائلتي التي تحدث كثيرًا؟
يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى
السؤال
تتساجر عائلتي كثيرًا، وأنا أبتعد ولا أتدخل، هل ينالني إثم بذلك؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الإيضاح
أخي لم توضح في سؤالك من تقصد بالعائلة، لكن سؤالك يشي بأنك تقصد أقاربك من إخوة وأخوات وأعمام وأولاد عم…
الواجب
لهذا أقول لك: أقامَ الإسلام علاقةَ المسلمينَ على التواصُلِ والمحبَّة والتناصُحِ في اللهِ، فإذا كنت ترى نفسك قادرًا على التدخل بين الأقارب المتخاصمين للإصلاح بينهم، فإن الواجب عليك أن تفعله، وتأثم بتركه، لأن شيوع البغضاء والتشاحن بين المسلمين وخصوصاً الأقارب منذرٌ بخراب المجتمعات، فمن غير المعقول، ومن غير المقبول، أن تبقى متفرجاً وأقاربك يتخاصمون، والله تعالى أمر بالإصلاح بين المتخاصمين، فقال: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1] وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ؟ ”قَالُوا: بَلَى قَالَ: ” إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ قَالَ: وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ.“ [مسند أحمد (27508)]
أهمية و الحكمة في الإصلاح
ففي هذا الحديث يحث النبي صلى الله عليه وسلم الناس على إصلاح العلاقات بينهم، وأن فساد العلاقات يهدم دين الناس ودنياهم.
وأخيراً: الإصلاح بين المتخاصمين يتطلب حنكة وحكمة؛ لهذا قال صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا.». [صحيح البخاري (2692)]
الخلاصة
فإن كنت أخي السائل تشعر أن تدخلك للإصلاح ربما يزيد في الخصومة أو أنك لا تملك تلك الدراية التي تمكنك من التعامل مع الخصومة بشكل صحيح، فقد يكون من الأفضل الابتعاد لتجنب تفاقم المشكلة. والله تعالى أعلم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ أنس الموسى
هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م
تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.
قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.
حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة، على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.
درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.
إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.
مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.
حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.
أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.