هل يجوز مس المصحف بدون وضوء؟
السؤال
هل يجوز مس المصحف بدون وضوء؟
الجواب
باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛
فإنه يحرم مس المصحف على غير وضوء، لقوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 79]. وهذه الآية -وإن فسرها كثير من الصحابة بأن المقصود بالمطهرين فيها الملائكة- إلا أن تخصيص ذكر وصف (المطهرين) دليل على أن هذا هو شأن المصحف الكريم، ألا يمسه إلا من اتصف بالطهارة، يؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مالك في “الموطأ”، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم: “أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «أَلَّا يَمَسّ القُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»” [1].
وتحريم مس المصحف على غير وضوء يشمل تحريم مس ورقه، ومس جلده المتصل به. وأما تقليب ورقه باستعمال آلة من غير اضطرار إلى مس فلا بأس فيه ولا حرج، بخلاف حمل المصحف باستعمال قماش أو كيس ونحوه، فهذا لا يجوز وإن لم يشتمل على مس للمصحف، لأن الحمل أبلغ من المس.
يستثنى من ذلك ما إذا خشي المسلم غير المتوضئ على المصحف الشريف من التعرض للأذى والامتهان. يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: “يجوز حمله لضرورة، كخوف عليه من غرق أو حرق أو نجاسة أو وقوعه في يد كافر ولم يتمكن من الطهارة, بل يجب أخذه حينئذ كما ذكره في التحقيق وشرح المهذب، فإن قدر على التيمم وجب. والله أعلم” [2].
وخلاصة المسألة، أن على المسلم أن يجتنب مس المصحف الشريف إلا وهو متوضئ، والمسلم يكون على طهارة في أكثر حالاته لأن الوضوء سلاح المؤمن، والله أعلم.
يشرف على القسم العربي سييكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.
