هل يجوز لي أن أتصدق كثيرا إذا كانت زوجتي تغضب من ذلك؟

يجيب عن السؤال  الشيخ  محمد فايز عوض

السؤال

هل يجوز لي أن أتصدق كثيرا إذا كانت زوجتي تغضب من ذلك؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق المرأة على زوجها أن ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف ،

فعن عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، ، أَلَا إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا ، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ : فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ : أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ»([1]) .

وإذا كان الزوج بخيلا لا ينفق على زوجته بالمعروف فقد رخص النبي للزوجة أن تأخذ من ماله بغير علمه ما تنفق به على نفسها بالمعروف،

فعَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ، فَقَالَ: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ»([2]) .

لكن ليس للمرأة منع زوجها و الغضب منه حال تصدقه بالمال لأنه يتصدق من حر ماله بل الواجب عليها معونته على فعل الخير و البر و المعروف و بذلك تكون شريكة له في الأجر و الثواب

فلا ينبغي للزوجة أن تلوم زوجها على فعل الخير وعمل البر. قال تعالى: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى( [المائدة: 2] . وقال تعالى: )مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا( [النساء:85].

والزوجة الصالحة هي التي تكون عونا لزوجها على المعروف تدعوه إليه وترغبه فيه، لا تنهاه عنه وتلومه عليه.

وقيام هذه المرأة بمعونة زوجها فيما يفعله من التصدق بماله على الفقراء و المساكين و نحوهم فيه فائدتان:

الأولى: أنها مأجورة بهذا الفعل فإن خدمة المسلم لأخيه المسلم صدقة

ثانيها: أنها بذلك تكسب رضا زوجها لمعونتها له على فعل الخير وفي ذلك أيضا طاعة الله تعالى،

([1]) النسائي (4085) وأبو داود (3334) والترمذي (1163)
([2]) البخاري (2211) ومسلم (1714)

[الشيخ] محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.