هل يجوز لي أن آخذ حبوبا مساعدة على النوم؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

هل يجوز لي أن آخذ حبوبا مساعدة على النوم؟

الجواب

يجب عليك أن لا تأخذ حبوباً مساعدة للنوم من تلقاء نفسك إلا بإشراف طبيب مختص يرشدك إلى استخدامها من حيث الكمية والفترة الزمنية.

استخدام الأدوية المنومة والتعود عليها دون استشارة الطبيب يعتبر سلوكاً سيئاً، ويؤدي إلى آثار سلبية على العقل والجسم لأنها تسبب الصداع، والغثيان والضعف العام، وقلة التركيز، والإحباط ، والإدمان، وأضراراً جانبية أخرى نفسية وعضوية.

التهلكة

وقد ثبت أن القرآن العظيم وجّه الإنسان إلى عدم إلقاء نفسه بالهلاك، فأيُّ عمل يوصل إلى ضرر الجسد أو إيذائه فهو ممنوع شرعاً، قال الله تعالى: (وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوٓاْ ۛ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ) [البقرة:١٩٥]

فمن نتاول هذه الحبوب وأدمن عليها فقد أدى بنفسه إلى  التهلكة، والله أمرنا أن نحسن، ومن الإحسان أن يحفظ المرء نفسه فلا يعرضها إلى الضرر والإيذاء، وهذا عليه حق واجب أن يصون نفسه لما ورد في الحديث الشريف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:  “فإنَّ لِجسدِك عليكَ حقاً.” [ صحيح البخاري]

وقد تحقق طبياً وتجريبياً أن هذه الحبوب المنومة فيها مواد مفترة، فمن تناولها تثاقل بدنه واسترخى حتى ينام، وعندما يستيقظ يشعر بذلك حتى يذهب مفعول الحبة المنومة، وازدياد الجرعة يؤدي إلى ثقل النوم والتبول في الفراش وعدم الوعي ومخاطر أخرى، وقد “نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن كلِّ مُسكِرٍ ومُفَتِّرٍ” [سنن أبي داود]

فالتشريع الإسلامي أمرنا بحفظ عقولنا ووعينا لأن العقل أساس للتكليف، فأي إضرار للعقل أو تغييب الوعي يعتبر إسقاطاً لأهم غريزة وقوة أودعهما الله تعالى في الإنسان، وميزه وفضله على سائر مخلوقاته بهما.

خلاصة الحكم

إن سبب أخذ الحبوب المنومة يعود إلى الأرق  في عصرنا، الذي يصعب معه الخلود إلى النوم أوالاستغراق فيه، ويشعر المرء بالإرهاق عند الاستيقاظ، فالأرق على نوعين:

١- الأرق الطبيعي: وهو عارض يصيب كثير من الناس وتتجاوزه، ويكون بسبب ضغط  العمل، والضوضاء، وشرب القهوة لوجود مادة الكافيين، وعدم النوم في وقت منضبط كل ليلة، واستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم وعدم ممارسة الرياضة وغيرذلك، فهذا الأرق يعالج باجتناب الأسباب المؤدية إلى ذلك، فتغيير نمط الحياة المؤرقة مهم لإزالة هذا الأرق الطبيعي. وفي هذه الحالة لايجوز استخدام الحبوب المنومة للأرق الطبيعي، لأن كثيراً من الناس تتجاوزه.

٢- الأرق المرضي: وهو عارض يصيب بعض الناس ولايمكن أن يتجاوزوه، وقد يستمر لفترات قصيرة أو طويلة أو مستديمة مدى الحياة، فهذا يجب استخدام الحبوب المنومة لمعالجته بشرط استشارة الطبيب المختص والمتابعة معه، ولا تتحقق المعالجة إلا به، لأته لايوجد بديل في ذلك إلى الآن في زماننا.

والله تعالى أعلم وأحكم.

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام ١٩٦٥. حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه.

اللغات : العربية: ممتاز، الفرنسية: جيد، الإنكليزية: وسط.