هل يجوز الاشتراك في انتخابات البلاد الغربية؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

هل يجوز الاشتراك في انتخابات البلاد الغربية؟

الجواب

أخي السائل الفاضل:

المواطن المسلم أو المواطنة المسلمة  الذين يعيشون في الدول الغربية يجوز لهم الاشتراك في انتخابات النيابية والبلدية في البلاد الغربية، لأنه بالمشاركة يوجد مصلحة راجحة تعود للمواطنين المسلمين ولبلدهم أو يوجد مضرة تدفع عنهم وعن وطنهم.

والمواطنون المسلمون في بلاد الغرب عليهم أن يعززوا قيمهم وأخلاقهم، وأن يلعبوا دوراً مؤثراً وإيجابياً في وطنهم، وأن ينتخبوا من يتصف بالاعتدال ومن يميل إلى القضايا العادلة والمحقة للمسلمين وغير المسلمين، فتشكيل مجموعات مؤثرة مثل وجود الأقليات المسلمة في بلاد الغرب لها تأثير في الانتخابات، فالمشاركة تعتبر نوعاً من أنواع التعاون على الخير والبر والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم وتحصيل مكتسباتهم ، وهذا كله يعود إلى المنفعة الدنيوية والأخروية، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2]

فإذا لم يجد المواطنون المسلمون في المشاركة في الانتخابات إلا ضرراً، فإنهم ينتخبون من هو أقل ضرراً، لدفع الضررالأكبرعنهم، وقد ذكر الفقهاء قاعدة بهذا الخصوص : (إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما) [ الأشباه والنظائر] مثاله: الزوج معسر غير قادر على الإنفاق على زوجته فيعتبر إضراراً، فطلبت الطلاق منه فطلقها، والطلاق فيه ضرر، فارتكب الزوج أخف الضررين لأن الإعسار أشد إضراراً على المرأة من الطلاق.

وتعتبر مسألة المشاركة في الانتخابات في البلاد الغربية من القضايا الفقهية المعاصرة، وهي مبنية على الموازنة بين المصالح والمفاسد كجلب مصلحة أو دفع مضرة، أو دفع ماهو أضر بما هو أخف، والمواطنون المسلمون في بلاد الغرب عليهم أن ينشروا ثقافة التعاون فيما بينهم وثقافة الاشتراك في الانتخابات حتى يحققوا ما فيه مصلحة كبرى لمجموعاتهم في بلادهم.

والله الموفق

– الأشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان، ابن نجيم، زين الدين بن إبراهيم، دار الكتب العلمية، (1419هـ – 1999) ص287.

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه