هل يجوز استعمال وسائل تواصل اجتماعي في البحث عن الزواج؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني
السؤال
هل يجوز استعمال وسائل تواصل اجتماعي في البحث عن الزواج؟
الجواب
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛
نعم يجوز استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن الزواج شريطة أن تكون مواقع التوفيق الإلكترونية بين الطرفين آمنة وتراعي الضوابط الشريعة وآداب التواصل.
فالبحث عبر المنصات الإلكترونية لأجل الزواج هي وسيلة معاصرة لم تكن في العصور الماضية، فطرق التعارف المباحة لأجل الخطبة كثيرة منها هذه الوسيلة عبر الإنترنت.
فمواقع الزواج على الإنترنت كثيرة، ويختلف الحكم عليها بالنظر إلى مدى التزامها بالضوابط الشرعية وبعدمها، فكثير من المواقع تكون غير جادة وبحاجة للتحقق منها ومعرفة مرجعيتها حتى لا يقع المرء في مخاطر لا تحمد عقباها أو في احتيال أو في ارتكاب أخطاء هو بغنى عنها، فهذه المواقع يجب اجتنابها والابتعاد عنها.
أما ما كان منضبطاً بالأخلاقيات الإسلامية فلا حرج أن يتواصل مع هذه المواقع للوصول إلى مبتغاه، وهذه المواقع تحرص على احترام الأطراف المقدِّمة للطلبات بأن تحفظ بياناتهم، وتعمل على الشفافية والمصداقية، وتعمل على المقاربة بين الطرفين والمطابقة بينهما، ويعتبر هذا تقديم خدمة اجتماعية من الموقع وإن كانت بمقابلة أجرة، وهذا من التعاون على البر والتقوى، لأنه سعي إلى الزواج الذي هو سنة حث عليها الشرع الحنيف، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [ المائدة:2] وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ” [صحيح البخاري] أي: من استطاع مؤنة الزواج فليتزوج.
وبمجرد ما يتم التعارف عبر المواقع بالطرق المشروعة ودون مماطلة، ويعتمد الطرفان على الخُطبة، لابد من حسم موضوع الخُطبة بأن يكون من قِبَل أهل الطرفين حتى لا يكون هناك تلاعب من أي طرف في الموضوع، ولتكون الخطوات آمنة نحو الزواج.
والله الهادي إلى الخيرات.
– صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: البغا، دار ابن كثير، دمشق، سوريا، ط5، (1414هـ – 1993 م) 2/673 ر: 1806
[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني
الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه