هل يجوز أن نستخدم آيات القرآن الكريم في الأدعية والأذكار والتعويذات؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

هل يجوز أن نستخدم آيات القرآن الكريم في الأدعية والأذكار والتعويذات؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجواز

نعم، يجوز استخدام آيات القرآن الكريم في الأدعية والأذكار والتعويذات، فالقرآن تضمّن أدعية كثيرة مأثورة عن الأنبياء عليهم السلام وغيرهم، وهي خير من كثير من الدعوات التي يبتكرها الناس، شريطة أن يتم استخدامها في سياقها الصحيح، فالقرآن كثير البركات ويمكن استعمال آياته في الاستشفاء من الأمراض وغيرها؛ مصداق قول الله تعالى: ﴿ ‌وَنُنَزِّلُ ‌مِنَ ‌الْقُرْآنِ ‌مَا ‌هُوَ ‌شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. [الإسراء: 82].

أمثلة على الاستخدام

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن للمسلم أن يسأل ربه سبحانه وتعالى، فيقول: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127]. ويمكن أن يسأل المسلم ربه سبحانه فيناجيه قائلاً: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. بل ما أجمل أن يتبتل المسلم لربه قائلاً: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].

التعويذ

كما يمكن استخدام الآيات القرآنية المتضمنة للدعوات في تعويذ النفس والأهل والمال والولد، فقد كان النبي صَلى الله عَلَيه وسَلم ‌إِذَا ‌أَوَى ‌إِلَى ‌فِرَاشِهِ ‌جَمَعَ ‌كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ فِيهِمَا بِـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”. [صحيح ابن حبان (6720)]

قراءة المعوذات

وعن السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، ‌وَأَمْسَحُ ‌بِيَدِهِ ‌رَجَاءَ ‌بَرَكَتِهَا».  [صحيح البخاري (5016)] ومثل المعوذات قراءة سورة الفاتحة، وسورة البقرة، أو آية الكرسي للحماية من كيد الشيطان ونزغه…

خلاصة

وأخيراً: القرآن الكريم نور وشفاء، وهو الدواء الذي لا يضاهيه دواء، أنزله الله ليكون هدى ورحمةً وشفاء للمؤمنين، قال تعالى (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) (فصلت: 44) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57) وإذا قرأه المسلم بتدبر وإيقان، فإنه يجد فيه الشفاء من كل داء، سواء كان ذلك داءً جسديًا أو نفسيًا.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.