هل يجب إزالة صندوق فضلات القطط من الغرفة التي تحتوي على لوحات آيات قرآنية؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

هل يجب إزالة صندوق فضلات القطط من الغرفة التي تحتوي على لوحات آيات قرآنية؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فإن تربية القطط في البيوت مما شاع وانتشر، وهو أمر جائز، لأن القطط ليست بنجسة، بنصوص الأحاديث الشريفة التي منها ما روته كبشة بنت كعب بن مالك، وكانت تحت ابن أبي قتادة: أن أبا قتادة دخل فسَكَبَتْ له وَضُوءًا، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات”(1).

نعم، فضلات القطط نجسة، فيجب صيانة المنازل عنها، ولا يرضى عاقل لنفسه أو لبيته أن يتسخ بأدنى فضلات، هذا أمر لا جدال فيه.

وإذا كان الأمر كذلك، فصون المقدسات عن الفضلات من الآداب الشرعية المطلوبة، فالآيات والسور التي تعلق على جدران بعض البيوت ما علقت إلا للتبرك بها ولتعظيمها، فلا ينبغي إهمالها ووضعها في غرف مهملة أو غرف أعدت لتربية الحيوانات، هذا ليس من التعظيم في شيء، قال تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)[الحج: 32]. فمن أراد التقوى فعليه بتعظيم ما عظمه الله، ونسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه.

الهوامش:

1- أبو داود، السنن: 1/19، حديث 75؛ الترمذي، السنن: 1/151، حديث 92.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)