هل نأثم بترك صلاة السنة؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

هل نأثم بترك صلاة السنة؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم

حكم ترك صلاة السنة مرتبط بنوع السنة المتروكة؛ لأن السنة إن كانت مما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم لا مع الترك فهي السنة المؤكدة، وتسمى سنن الهدى، وترك السنة المؤكدة بلا عذر وعلى سبيل الإصرار إثمٌ قريب من الحرام، ويستحق حرمان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ‌السنة ‌المؤكدة في معنى الواجب في حق لحوق الإثم لتاركهما.

ذكر البدر العيني في البناية: ‌”من ‌ترك ‌سنن الصلوات الخمس ولم يرها حقًّا كفر، ولو رآها حقًا وتركَ قيل لا يأثم، والصحيح أنه يأثم؛ لأنه جاء الوعيد بالترك”.

وإن كانت السنة مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً، فهي السنة غير المؤكدة، تسمى سنن الزوائد وأحيانا تسمى النوافل، وتركُ السنة غير المؤكدة فيه  العتاب لا العقاب، ولا يستوجب تاركها إساءة ولا كراهة. (1)

ومن السنن المؤكدة بل آكد السنن: سنة الفجر ، ومن فقهاء الحنفية من قال بوجوبها؛ لذلك جعلوا لها أحكاماً خاصة تتعلق بها نظراً لذلك.

ومن السنن المؤكدة أيضاً: أربع قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء.

أما السنن المستحبة غير المؤكدة فهي: أربع ركعات قبل العصر، وأربع ركعات قبل العشاء، وأربع بعدها. (2)

قال رسول الله في حق صلاة الفجر: “لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ ‌طَرَدَتْكُمُ ‌الْخَيْلُ” (3)

وقال رسول الله أيضاً في حق الصلوات المسنونة: “مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ‌ثِنْتَيْ ‌عَشْرَةَ ‌رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ، أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ” (4)

وأخيراً:

وعلاقة المسلم بصلاة السنة جزء من تعلقه بنبيه صلى الله عليه وسلم، فعندما يصليها يستذكر فعل النبي لها سواء تلك التي واظب عليه أم تلك التي لم يواظب عليها، ولكن لولا أثرها في القلب لما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فالمحافظة على صلاة السنة تأكيد على تلك العلاقة وبرهان لتلك المحبة، وصدق الله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ‌أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(1):  التلويح على التوضيح لمتن التنقيح (2/253)؛ البحر الرائق شرح كنز الدقائق، ومنحة الخالق (1/24)، (1/269)، (1/319)؛ حاشية ابن عابدين (1/104)، (1/105)، (1/474)؛ البناية شرح الهداية للعيني (2/506)؛ كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي (2/308).
(2): المعتصر الضروري على متن القدوري (130) (131).
(3): مسند أحمد (9253).
(4): مسند أحمد (26768).

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.