هل طه وياسين المذكورين في سورة طه ويس هي من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وما المقصود بها؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

هل طه وياسين المذكورين في سورة طه ويس هي من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وما المقصود بها؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم

طه وياسين هي ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد أن أحداً الصحابة أو التابعين تَسمَّى بهذه الأسماء بل ذكر رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسمائه فقال: «لِي ‌خَمْسَةُ ‌أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِي الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ.» (1)

فهذه الحروف المذكورة (طه) (يس) هي من حروف التهجِّي التي افتتحت بها بعض سور القرآن في تسع وعشرين سورة منه، وعرفت باسم الحروف المقطَّعة، مثل: “ألم” و ” كهيعص” و “حم”، وأكثر العلماء من المفسرين واللغويين قالوا في بيانها: إنها أسماء للسور التي افتتحت بها، وسمِّيت بها (2) وقد ورد في السنة ما يؤيد هذا الرأي ومن ذلك: أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: “الم” تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، ‌وَهَلْ ‌أَتَى ‌عَلَى ‌الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ”. (3)

وذكر بعض أهل العلم أن المقصود منها بيانٌ وإشارةٌ إلى إعجاز القرآن؛ وكأنه يقول مخاطباً العرب أرباب الفصاحة: إن هذا القرآن منتظمٌ من عين الحروف التي تتكلمون بها، ومع ذلك أنتم عاجزون عن الإتيان بمثله، فلولا أنه رباني المصدر لما أعجزكم عن مجاراته.(4)

ويقول الإمام الزركشي مؤكداً على أن المقصود منها الإشارة لإعجاز القرآن : ” افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كلّ واحدةٍ بما بُدئت به، حتى لم تكن ترد (آلم) في موضع (آلر) ولا (حم) في موضع (طس)… ثم قال: وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها، فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له، فحُقَّ لكل سورة منها ألا يناسبها غير الوارد فيها، فلو وضع ” ق ” موضع ” ن “، لم يمكن، لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله..”.(4)

و يقوي هذا الرأي أنه جرت عادة القرآن العظيم في ذكر هذه الحروف أن يُذكر بعدها ما يتعلق بالقرآن، كقوله تعالى: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ)، (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)، (طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)..، إلاَّ في ثلاث سور هي: العنكبوت، والرّوم، و نّ، ليس فيها ما يتعلق به. (5)

ملحوظة:

من أهل العلم من قال بأن طه وياسين هي أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل الحافظ العراقي في مفتتح ألفيته

في السيرة النبوية، عند ذكر أسمائه الشريفة صلى الله عليه وسلم حيث قال:
طه، وياسين، مَعَ الرَّسولِ … كذاكَ عبدُ الله في التَّنْزيلِ. (6)

ولكنها بالجملة أقوال لا تسلم من الاعتراض.(7)

وأخيراً:

ذكر بعض أهل العلم أنه ما ينبغي التسمي بياسين لأنها اسم للسورة. (8)

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(1): صحيح البخاري (3339).
(2): تفسير أبو السعود (1/20)، الإتقان للسيوطي النوع الستون (3/361).
(3): صحيح مسلم (879).
(4): معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي (1/55)؛ الإتقان للسيوطي (3/383).
(5): معترك الأقران (1/56).
(6): نظم الدرر السنية الزكية (ألفية السيرة النبوية) للحافظ العراقي ص30.
(7): ينظر: شرح الشفا لملا علي القاري (1/82).
(8): البيان والتحصيل للقرطبي (18/235)، معجم المناهي اللفظية ص562.

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.