هل توجد أدلة وشواهد على حفظ القرآن من التحريف عبر التاريخ؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

هل توجد أدلة وشواهد على حفظ القرآن من التحريف عبر التاريخ؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
نعم يوجد أدلة كثيرة تدلل على حفظ الصحابة للقرآن من التحريف منها:

أولاً: كان الصحابة يحفظون القرآن عن ظهر قلب، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحضهم على قراءة القرآن، والترغيب بما أعد للقارئ من الثواب والأجر العظيم، وكان يقول: «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبيّ بن كعب». (1) وحفظ القرآن من الأنصار في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: عبادة ابن الصامت، ومعاذ أبو حليمة، ومجمّع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلّد.

ثانياً: لقد عني النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن عناية بالغة جدًا، فكان كلما نزل عليه نجم دعا الكتاب فأملاه عليهم، فكتبوه على ما يجدونه من أدوات الكتابة حينئذ مثل الرّقاع، واللّخاف، والأكتاف، والعسب. وقد اشتهر أن عدد كتّاب الوحي خمس وعشرون كاتبًا.
وقد حصر النبي الكريم جهد هؤلاء الكتّاب في كتابة القرآن فمنع من كتابة غيره إلاّ في ظروف خاصة أو لبعض أناس مخصوصين، كما في الحديث الصحيح: «لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه». (2)

ثالثاً: في عهد أبي بكر الصديق تم جمع القرآن بين دفتين عندما خاف الصحابة أن يضيع القرآن بموت حملته.

رابعاً: في عهد سيدنا عثمان نَسخ عن النسخة التي جمعها الصديق سبعة نسخ ووزعها على الأمصار وصار هذا المصحف يسمى بالمصحف الإمام.

وأخيراً: هذه الجهود كلها تصب في حفظ كتاب الله تعالى، وكل هذا يؤكد سلامة هذا الكتاب من التحريف والتغيير، مصداق قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ ‌نَزَّلْنَا ‌الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): صحيح البخاري (4999).
(2): مسند أحمد (11158).
وينظر: علوم القرآن الكريم نور الدين عتر ص161.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.