هل تفسد الصلاة بالضحك والقهقهة؟ (حنفي)

يجيب عن السؤال الشيخ د. باسم عيتاني

السؤال

هل تفسد الصلاة بالضحك والقهقهة؟

الجواب

 الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ذهب الحنفية إلى أن الضحك (وهو أن يسمع نفسه) في الصلاة يفسدها ولا ينقض الوضوء، لما روى البخاري عن الصحابي جابر بن عبدالله: “إذا ضحِك الرجلُ في الصلاة، أعاد الصلاة، ولم يُعدِ الوضوء”.

وأما القهقهة (وهي أن يسمع غيره ) في الصلاة فهي تفسدها وتنقض الوضوء، لما روى عبد الرزاق في مسنده : “أَن أعمى تردّى في بِئْر وَالنبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فضحك بعضُ من كان يُصَلِّي معه، فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم، من كان ضحك منهم أَن يُعِيد الْوضوء وَيُعِيد الصلاة”.

 ويشترط في نقض الوضوء في القهقهة في الصلاة:

أن تصدر من بالغ يقظان في صلاة كاملة ذات ركوع وسجود، وعلى ذلك لا يبطل وضوء صبي ولا نائم ، ولا في صلاة جنازة ولا سجود تلاوة ولكن يتقرر فساد الصلاة في الكل.

فينبغي للعبد أن يستشعر جلال الموقف أنه يقف بين يدي الله تعالى، وأنه ناظر إليه ومطلع عليه وأنه يناجيه، فالضحك والقهقهة في الصلاة صورة مخالفة لهذا الموقف الجليل، وبما أن القهقهة تزيد على الضحك في الصورة، فقد جاء التشريع بفساد الصلاة في الضحك فقط، وبفساد الصلاة وإعادة الوضوء في القهقهة في الصلاة عقوبة وزجرا للبالغ، حتى يمتنع من تكرار ذلك الفعل الذي لا يليق في هذا الموقف.

والله تعالى أعلم وأجل وأكرم