هل تصح صلاة الجمعة إذا لم أدرك الخطبة؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

هل تصح صلاة الجمعة إذا لم أدرك الخطبة؟

الجواب

أخي السائل حفظك الله تعالى

تصح صلاة الجمعة إذا لم تدرك خُطبة الجمعة، ولو أدركت جزءاً من صلاة الجمعة من الركعة الثانية أو من التشهد أو من سجود السهو فقد أدركت صلاة الجمعة وتقضي ما فاتك.

وعلى السائل أن يتنبه في هذا الموضوع إلى أن صلاة الجمعة لو صحت لا يعني عدم وجود الإثم، لأن التأخر وعدم الحضور وقت الأذان الأول يوجب كراهة تحريم، لأن السعي واجب في وقت الأذان الأول، فمن أتى متأخراً عن ذلك وأدرك الإمام في صلاته فقد أتى بالسعي الذي هو الفرض [ ينظر: حاشية ابن عابدين]

والكراهة التحريمية تثبت لمن تعمد التأخر، أما لو تأخر لعذر كمن كان ينتظر أذان الجمعة في بيته فأخذه النوم، أو سعى إلى صلاة الجمعة بسيارته فتعطلت في الطريق فتأخر عنها، وأمثال ذلك فترتفع الكراهة ولا إثم عليه.

ودليلُ فرض السعي قولُه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون ﴾ [الجمعة:9]

فكلمة: ﴿ فاسعوا﴾ هي أمر، تفيد الفرض هنا.

والنداء هو لصلاة الجمعة التي هي فرض، والسعي إليها فرض، فمن أدرك الصلاة ولم يحضر الخطبة فقد أتى بالسعي الذي هو الفرض، أما من سعى من أول وقت الأذان فقد أتى بالواجب لأن وجوب السعي إلى الخُطبة لأجل الصلاة، بدليل أن من سقطت عنه الصلاة لا يجب عليه السعي إلى الخُطبة، فلذا من تأخر عن الأذان الأول فقد أتى بالكراهة التحريمية.

ونعظ السائل بأن تُبَكِّر في يوم الجمعة وتأتي قبل الأذان الأول، فإنه مستحب وفيه أجر كبير،، وكلما بكّر ت كلما زاد أجرك، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ” مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.”  [صحيح البخاري]

جعلنا الله وإياك ممن يبكر إلى صلاة الجمعة ويواظب على صلوات الجماعات.


1- ابن عابدين، الحاشية، البابي الحلبي، مصر، ط 2، (1386ه – 1966م)  2/161
2- البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق: البغا، دار ابن كثير، ط5، (١٤١٤ هـ – ١٩٩٣ م) رقم الحديث: 841، 1/301

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه