هل تجوز قراءة القرآن على غير طهارة؟

الإجابة من الشيخ د. محمد فايز عوض

 

السؤال:
هل تجوز قراءة القرآن على غير طهارة؟

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
      فإن القرآن الكريم كتاب الله عز وجل و له من الخواص و الميزات ما لا يوجد لغيره، ومن ذلك اشتراط الوضوء لمسه و حمله،
وقراءة القرآن بغير وضوءٍ لا حرج فيها ما دام القارئ لا يمس المصحف، وأما المحدث حدثا أكبر أو الحائض فلا تجوز لهما القراءة حال الحدث الأكبر. 

قال النووي في المجموع:
“فَيَحْرُمُ عَلَى الْجُنُبِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ الصَّلَاةُ وَالطَّوَافُ وَمَسُّ الْمُصْحَفِ وَحَمْلُهُ وَاللَّبْثُ فِي الْمَسْجِدِ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ” [المجموع للنووي] [1]
ودليل ذلك ما روى ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَقْرَأ الجُنُبُ وَلَا الحَائِضُ شَيْئَاً مِنَ القُرْآنِ» [سنن الترمذي، سنن ابن ماجه، سنن البيهقي، سنن الدارقطني][2] [المهذب] [3]


أما مس المصحف فيُشترط له الوضوء؛ فقد كتبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أهلِ اليَمَنِ أَلَّا يَمُسَّ القَرَآنَ إِلَّا طَاهِرٌ [4]، وأفتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ [المستدرك للحاكم، الطبراني: المعجم الكبير، سنن الدارقطني].

لكن مع جواز ذلك يستحب لقارئ القرآن الطهارة كما نبه إلى ذلك الإمام النووي رحمه الله  حيث قال “يستحب أن يقرأ وهو على طهارة فإن قرأ محدثا جاز بإجماع المسلمين والأحاديث فيه كثيرة معروفة ، وأما الجنب والحائض فإنه يحرم عليهما قراءة القرآن سواء كان آية أو أقل منها، ويجوز لهما إجراء القرآن على قلبهما من غير تلفظ به ويجوز لهما النظر في المصحف وإمراره على القلب وأجمع المسلمون على جواز التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم وغير ذلك من الأذكار للجنب والحائض” [ينظر: النووي، التبيان] [5].

نسأل الله أن يرزقنا تلاوة كتابه و العمل به و الأدب معه لننال بركته و نحظى بخيراته في الدين و الدنيا



تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد فايز عوض، وراجعها الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب.


أ. د. محمد فايز عوض عالم إسلامي من علماء سورية، حائز على شهادة الدكتوراة في أصول الفقه من الجامعة الإسلامية في باكستان. له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذا جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا إلى الآن..
وهو عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم: والده الشيخ محمد عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ ممدوح جنيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] المجموع للنووي (2/ 156).
[2] الترمذي (131) وابن ماجه (595)، والبيهقي (421)، والدارقطني (419).
[3] المهذب 1/ 63.
[4] الحاكم (6051)، والطبراني (3301)، والدارقطني (6).
[5] ينظر: النووي، التبيان في آداب حملة القرآن (37).