هل الصدق في العبادة هو الإخلاص، أم هما أمران مختلفان؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

هل الصدق في العبادة هو الإخلاص، أم هما أمران مختلفان؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الصدق والإخلاص يتداخلان في بعض المعاني ويفترقان في بعض المعاني.
والفرق بين الصدق والإخلاص، أن الإخلاص ينفي الشرك الخفي والجلي، والصدق ينفي المداهنة بالكلية.

وقد عرّف أرباب التزكية الصدق فقالوا: هو إسقاط حظوظ النفس في الوجهة إلى الله تعالى، واستواء حال العبد في الظاهر والباطن. وذكروا بأن حاصل الصدق: تصفية قلب العبد وباطنه من الالتفات لغير الله تعالى بالكلّية.

وعرفوا الإخلاص فقالوا: هو إخراج الخلق من معاملة الحق، وإفراد الحق تعالى في الطاعة بالقصد، وغيبة القلب عما سوى الرب سبحانه وتعالى.

يقول ابن عجيبة: مثال الصدق مع الإخلاص كالنار للذهب، فهو ينفي عنه عوارض النفاق ويصفيه من كدورات الأوهام، وذلك أن صاحب الإخلاص لا يخلو من مداهنة النفس ومسامحة الهوى بخلاف صاحب الصدق، فإنه يذهب بالمداهنات ويرفع المسامحات، إذ لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره مما دقّ أو جل.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


ينظر: معراج التشوف لابن عجيبة ص34.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.