هل الإغماء يبطل الصوم؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

هل الإغماء يبطل الصوم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛

أخي السائل المكرَّم؛

الإغماء هو حالة من فقدان الوعي سواء كان قصيراً أو ممتداً، وله عدة حالات في الصوم:

الحالة الأولى:  إغماء أثناء الصوم: الإغماء أثناء النهار في الصوم سواء استغرق مدة قصيرة أو طويلة لا يُضر الصيام، ويكون الصيام صحيحاً. فهذا مماثل لمن نام أثناء النهار لمدة قصيرة أو طويلة فلا يؤثرعلى صيامه.

الحالة الثانية: إغماء ممتد من طلوع الفجر إلى الغروب مع تبييت نية الصوم في الليل: لو امتدّ الإغماء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وكانت نية الصوم من الليل يصح صومه، لأن النية صحت وعدم الاستشعار بعد ذلك لا يمنع صحة الصوم، فيكون حكم الإغماء كحكم النوم في هذه المسألة.

الحالة الثالثة: إغماء ممتد ليوم دون تبييت نية الصوم من الليل أو لأيام: لو امتد الإغماء ليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولم يكن هناك نية الصوم من اليل أو امتد ليومين أو أيام ، ثم حدثت الإفاقة يلزم قضاء الصوم، فيعتبر نوعاً من المرض، فلا يزيل العقل مثل الجنون، فيكون عارضاً لايسقط الفرض ولكن يؤخره فيُقضى. [ينظر: الهداية]

 والدليل الآية الكريمة في قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ)  [البقرة:184]

أخي السائل أبعد الله عنك الأمراض؛

لا بد أن أنبه إلى فائدة: وهي أن الفقهاء قديماً لم يفرقوا بين الإغماء والغيبوبة، وجعلوهما بمعنى واحد ولكن قسموهما إلى قصير أو ممتد وهذا التقسيم جارِ بحسب المفهوم الطبي قديماً، وذكرنا حالات الإغماء في الصوم على هذا التقسيم، ولكن الأطباء اليوم يفرقون بين الإغماء والغيبوبة، فالإغماء: فقدان كامل للوعي ولكنه مؤقت ومفاجىء، ويستجيب المغمى عليه بمحفز خارجي كالوكز والقرص، كمن تحدث له دوخة ويغيب لدقائق.  أما الغيبوبة انعدام كامل للوعي ولكنه غير مؤقت ولا يستجيب المريض بمحفز خارجي كالوكز والقرص والصفع كغيبوبة السكر.

وماكان يتصور قديماً أن يبقى غائباً عن الوعي لمدة عشرة أيام أو لشهر لأنه سيبقى دون طعام وشراب، وهذا يؤدي إلى هلاكه في العادة،  أما اليوم بعد التطور الطبي ففاقد الوعي وإن طالت فترة الغيبوبة فإنه يغذى من خلال الأمصال ويبقى لفترة طويلة، وهذا واقع ومشاهد.

ومهما يكن من أمر فإن هذا  التقسيم سواء كان قديماً أو حديثاً لايؤثر في تغيير الحكم.

– الهداية في شرح بداية المبتدي، علي بن أبي بكر المرغيناني، تحقيق: طلال يوسف، دار احياء التراث العربي – بيروت – لبنان. 1/125

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه