نعلم أن تربية الكلاب لا تجوز إلا في حالات خاصة، فهل من تلك الحالات وجود حاجة لأعمى في أن يقوده كلب أو يحرسه؟

يجيب عن السؤال الشيخ  محمد فايز عوض

السؤال

نعلم أن تربية الكلاب لا تجوز إلا في حالات خاصة، فهل من تلك الحالات وجود حاجة لأعمى في أن يقوده كلب أو يحرسه؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن إدخال الكلاب إلى البيوت ومشاركتها لأهلها في المعيشة من العادات الدخيلة على المسلمين والمنافية للأحكام الشرعية التي حثت على البعد عن النجاسات والتنزه عنها، فاقتناء الكلاب لغير حاجة لا يجوز، لما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ ، أَوْ زَرْعٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ »([1])

وقد اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا لحاجة : كالصيد والحراسة ، وغيرهما من وجوه الانتفاع التي لم ينه الشارع عنها للحديث السابق وقاس جمهور العلماء كلب حراسة الدور ونحوها على كلب الصيد وكلب الماشية، لكن بشرط الاحتياج إلى ذلك.

وقد نص في الحديث على المبررات لاقتناء الكلب ، والسبب الذي ذكر في السؤال مثلها بل و أهم فإن رعاية الإنسان الأعمى أهم من رعاية وحفظ الماشية و الزرع

قال الإمام النووي في المجموع :( ‌وفي ‌جواز ‌إيجاده ‌لحفظ ‌الدور والدروب وجهان مشهوران ذكرهما المصنف بدليلهما  : أصحهماالجواز  وهو المنصوص في المختصر قال الشافعي لا يجوز اقتناء الكلب إلا للصيد أو ماشية أو زرع وما في معناها)([2])

نسأل الله الحفظ و الرعاية لجميع المسلمين و الحمد لله رب العالمين

([1]) أخرجه البخاري (2322) ومسلم (1575)

([2]) المجموع شرح المهذب 9/ 234

[الشيخ] محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان.

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.