مقتطفات | من آداب المعلم (3) | الشيخ إسماعيل المجذوب


 

    • من آداب المعلم (3)

1- ينبغي للمعلم (وهو الذي حصّل ما حصّل من العلم) ألاّ يزال مجتهداً في الاشتغال بالعلم، قراءةً وإقراءً ومطالعةً وتعليقاً ومذاكرةً وتصنيفاً إذا صارت عنده الأهلية. (المطلوب من الذي أكرمه بجانب من العلم أن يكون في ازدياد وأن يدوم على هذا الخير).

2- ألاّ يستنكِف من التعلم من هو دونه في النسب أو في العمر أو في الشهرة أو في الدِّين (فليحصّل العلم أينما وجده) وألاّ يستحي من السؤال عن ما لا يعلم. (قد يقول أنا عالم والناس يتعلمون منه، ولكن قد يكون عنده قضية الآن ما عرفها، يمكن أن يعرفها فلان، فلا يستنكف بأن يسأل فلاناً، يسأله ويتعلم منه).

وروى النووي عن مجاهد أنه قال: “لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر”.

وجاء في الحديث الصحيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: «نِعمَ النساء نساء الأنصار، لم يمنعهنَّ الحياء منأن يتفقّهنَ في الدِّين».

وإذا وجد أنه امتُحِن بمنصبٍ أو بشهرة لا ينبغي أن يمتنع من استفادة ما لا يعرفه، فقد كان كثير من السلف رحمهم الله يستفيدون من تلاميذهم فوائد ليست عندهم، وقد ثبت في الروايات الصحيحة في كتب الحديث رواية جماعة من الصحابة عن التابعين (هذا يسمى في المصطلح: رواية الأكابر عن الأصاغر) روى جماعة من التابعين – تلاميذ الصحابة – عن أتباع التابعين.

عمرو بن شعيب تكثُرُ الرواية عنه وهو ليس من التابعين بل من أتباع التابعين، وروى عنه أكثر من 70 تابعياً.

3- ومن آدابه في تعليمه وفي اشتغاله في العلم أن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم مطلوبَهُ ورأس ماله، فلا ينبغي أن يشتغل بأمور أخرى تفوّت عليه الاشتغال بالعلم؛ لأن الاشتغال بالعلم هو أهم الأعمال.