مقتطفات | من آداب المعلم (1) | الشيخ إسماعيل المجذوب

  • ومن آدابه في نفسه، وهي أساس للآداب الأخرى:

1- أن يقصد في تعليمه وجه الله ولا يقصد أيَّ غرض آخر.

وتقدّم في كلام النووي آيات وأحاديث كثيرة في هذا الجانب، والنووي في كتبه رحمه الله من باب النصيحة والحرص على أن يكون أهل العلم متحقّقين بوراثة رسول الله ﷺ، يركّز على هذا الأساس وهو الإخلاص لله ﷻ، رحمه الله يحرص علينا معاشر طلاب العلم أن ننتفع بتكرار هذه الذكرى. وبالإضافة إلى الآيات والأحاديث التي يذكرها الإمام النووي رحمه الله في هذا المجال: ذكر النووي قدوة نقتدي بها من أحوال العلماء الذين نفع اللهُ ﷻ بهم الأمة، ونقف مع بعض ما ذكره من كلام هؤلاء العلماء، ومما ذكره في هذا أنه صحّ عن الإمام الشافعي رحمه الله “وددّت أن الخلْقَ تعلّموا هذا العلم على ألاّ يُنسَبَ إليَّ حرفٌ منه” رأى الشافعي رحمه الله عظيمَ فضلِ اللهِ بالعلم، فهو يحب أن يبقى هذا العلم وأن يُحفظَ هذا العلم، ويخشى من ضياعه، فيقول هذا الكلام “وددّت أن الخلق تعلموا هذا العلم” ولكنه في الوقت نفسه خاف على نفسه، فخاف أن يُنسبَ هذا الخير إليه فكرِهَ ذلك، بل كرِهَ أن يُنسَبَ إليه حرفٌ واحد، فهو يحب أن يؤخذ عنه العلم ولا يريد سمعةً ولا ثناءً، بل لا يريد أن يُنسبَ إليه هذا العلم، المهم هذا الضياء وهذا العلم هو يحبّ أن ينتشر في أمة نبينا ﷺ.

وذكر من كلام الإمام الشافعي قوله: “ما ناظرتُ أحداً قطُّ على الغلبة، ودّدتُ إذا ناظرتُ أحداً أن يُظهِرَ اللهُ الحقَّ على يديه” في حياة الشافعي مناظرات كثيرة، وقد أودعَ كثيراً منها في كتابه (الأم)، يقول (ما ناظرتُ أحداً قطّ على الغلبة) لم أقصد في يومٍ من الأيام أن أغلب من أناظره، (وددت إذا ناظرت أحداً أن يُظهرَ اللهُ الحقَّ على يديه) فهو يريد إظهار الحق بالمناظرة، يرى الشافعي أنه أسلم أن يُظهر اللهُ الحق على يد الشخص الذي يناظره.

وقال الشافعي متحدثاً عن المناظرة: “ما كلّمتُ أحداً قط إلا ودّدتُ أن يوّفقَ ويُسدّدَ ويُعانَ ويكون عليه رعاية من الله وحفظ” فعندما يجالس مسلماً ويكلمه يحب ويرغب ويتضرّع إلى الله أن يوفق الله هذا المسلم ويعينه ويحفظه ويرعاه.